هكذا قال لي عبر التلفون يوم الأربعاء الموافق 2004/9/10م في الساعة الخامسة والنصف مساءً، قلت له من أنت، قال لي أنا سليمان ناصر سليمان الزامكي، قلت له ابن الشهيد ناصر سليمان قائد الدروع، قال لي نعم يا عم أحمد كيفك، قلت الحمدلله على كل حال يا ولدي سليمان.. فقد كانت لي مواقف مع والدك. قال لي: احكِ لي ياعم أحمد، قلت له عرفت الشهيد ناصر سليمان عندما كنت في معسكر السوادية بمحافظة البيضاء بعد أحداث 13 يناير المشؤومة 1986م كان قائد عسكر من الدرجة الأولى.. كنت أنا في قيادت الأركان العامة مع المناضلين علي عبدالله العبيدي مأمور مديرية لودر سابقاً ومحمد علوي غرامة، كنا في خيمة واحدة في الرائدة السياسية، ونقلت أنا إلى محافظة تعز بسبب نزوح شريكة حياتي (أم عبدالحكيم) التي شاركتني أفراحي وأحزاني حتى اليوم.. نقل لواء الدروع من السوادية إلى تعز، في تعز عرفت الكثير والكثير، منهم الوالد الأستاذ فريد صحبي رئيس تحرير صحيفة (الزمان)، وكنت ضمن مجموعة الأمن تحت قيادة الأخ محمد عبده جهموم وصالح عمر سودان والفقيد محمد محسن القطيبي وصالح شائف وصالح سريع أبناء قطيب، والوالد فضل صائل وعبدالقوي محمد رشاد، وكذا عرفت الفقيد سالم لحوسي وعشال والمجعلي ولجدل وامراس، وكثيرين بالكاد الذاكرة تسعفني بهم، لي ذكريات كثيرة وجميلة في حياتي بتعز العز من 87 حتى 1992م.
أعود لذكرياتي مع الشهيد ناصر سليمان - رحمه الله وطيب ثراه - أبلغني الأخ أحمد متريسي المسئول الأمني في لواء الدروع بتعز بالتوجة إلى ثلاجة مستشفى الجمهورية هناك شهيد، ذهبت للحاسة حتى جاء الأخوان أحمد عوض سعيد والأخ سليمان قيس لتسلم الجثة الشهيد مني.. كما كان لي ذكريات مع خاله محمد عبدالله سالم اليافعي بسجن المنصورة المركزي بعد الوحدة، عدنا إلى الجنوب في تاريخ 1995/6/13م، تم الاعتداء على منزلي في منطقة العريش من قبل بشمرجة (عفاش) الأمن المركزي وهناك بسجن المنصورة المركزي دخل الأخوان رشيد عجينة ومحمد عبدالله اليافعي بتهمه كيدية ضد الأمن المركزي تعرفت على محمد عبدالله اليافعي صهر الشهيد ناصر سليمان وقلت له عن ذكرياتي مع الشهيد ناصر سليمان رحمه الله وطيب ثراه، وبعد خروجي من السجن المركزي بالمنصورة علمت بوفاة أخي محمد عبدالله اليافعي داخل سجن المنصورة.. رحمك الله وطيب ثراك يا ابن عبدالله اليافعي (الشهيد الجنوبي).
بعد خروجي تعرفت على أخوه المناضل سالم عبدالله يافعي في منتدى «الأيام» فسبحان الله جمعني بهم حتى في منتدى “الأيام”، زارني الأخ/ سالم عبدالله اليافعي في إحدى جلسات المحاكمة الهزلية بمحكمة جنوب غرب الأمانة بصنعاء. فشكراً له.
قلت ذلك من أجل دجالي الوحدة والمزايدين عليها، من هم الوحدويون الحقيقيون اليوم، وهذا تاريخ أشكر ولدي سليمان ناصر الذي جعلني أمسك القلم، قلت ذلك (في نفسي) وأجب اخلاقي أكتب هذه الأسطر للأجيال لكي تعرف من هم الوحدويون الذين ضحوا من أجل تحقيقها واليوم يدفعون ثمن ذلك.. فشكراً لك يا ولدي سليمان فقد مات أبوك شهيد الوحدة اليمنية المغدور بها اليوم من قبل الشريك الأخ غير الشريف منذُ 27 أبريل 1994م والاحتلال 1994/7/7 ونهب وسرقة ثروات الجنوب بل انتهاك حقوق أبناء الجنوب حتى اليوم، والدليل قضيتي يا ولدي.. فإعدامي وسام وشرف لي ولأسرتي وللجنوب.
قبل الختام: أصابتكم دعوة مظلوم يا أهل صنعاء!.
فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي أناشدكم بعد الله من خلف القضبان منذُ 7 أعوام عجاف، وخاصة بعد أن شملتني النقاط العشرون، وخاصة النقطة 9 والنقاط الإحدى عشرة، وخاصة النقطة 7 للحوار الوطني بالإفراج عني يا فخامة الرئيس، أخشى عليكم وعلى هذا الشعب الكريم أن يصفق على إعدامي على غرار إعدام الشهيد أحمد الثلايا - رحمه الله وطيب ثراه - عندما أعدمه الإمام ظلماً وبهتاناً، فقال: “لعن الله شعباً أردت له الحياة وأراد لي الموت”. ومن يوم استشهاده إلى يومنا هذا واليمن يسير من لعنة إلى أخرى، أجارنا الله وإياكم عذابه الشديد.. حسبنا الله ونعم الوكيل. اللهم إني بلغت.. اللهم اشهد!.
* الأيام