سفراء الدول العشر .. عبثية أم دعم ؟

2014-07-14 22:54

 

□ بيانات السفراء العشرة غالبا ما تأتي في إعقاب .. قرارات وبيانات مجلس الأمن !! وهي أي بيانات السفراء المقيمون في صنعاء في الغالب تأتي متأخرة رغم قربهم من الإحداث لا في عمران وحدها التي في تقديري لم تسقط في يد الحوثي نتيجة عنف معاركه مع ميليشيات الإصلاح و الجيش فحسب ، بل لإنقسامات اجتماعية .. عاشتها عمران منذ سنوات سابقة حتى لظاهرة الحوثي في صعدة عامي 4 ـ 2005 ولم تتعاط معها الدولة كما يجب ..

 

الأمر الذي عمق الشروخ داخل ذلك المجتمع و حوله الى البحث عن أمنه في القبيلة و أعرافها .. لا ألدوله و قانونها .. وبطبيعة التقاليد القبلية تحالفت بعض الأطراف مع الحوثي نكاية في الدولة من جهة ولتعزيز قوتها في مواجهة شركاء الحكم في القبائل المقابلة .

 

من هنا نستطيع إن نقول : أن عمران لم تسقط عنوة بيد " الحوثيون " و إنما رحبت بهم وهزمت الجيش الذي مزقته الولاءات العشائرية و القبلية فضلا عن الإيديولوجية إن وجدت !! لدى بعض قياداته الموالية للتيارات الإسلاموية ـ بشقيها ألتشيعي و رافعة شعارات السلفية ـ الأخوانية .

 

□□ يفترض أن السفراء العشرة 1 يعلمون ذلك .. وان الصراع في اليمن هو صراع القبيلة مع الدولة و انه خلف تفشي الانتماءات المناطقية و المجتمعية التي لم تعد مقتصرة على المناطق الشمالية من اليمن .. والتي أخذت أطرافها شرعية بحسب نص البيان المشار إليه في مطالبتها الالتزام بوقف إطلاق النار و الالتزام باتفاقية 22 يونيو الماضي .

 

رغم نص الفقرة الخاصة بالتحذيرات و تأكيد السفراء الوقوف الي جانب الرئيس : هادي ضد العنف المسلح ، إلا إن البيان ما زال قاصرا وان لوح بقرارات مجلس الأمن .. وهو يذكر بمعالجات الأزمة اللبنانية في ثمانينات القرن الماضي التي حولت إطراف الصراع الي "دول " داخل الدولة اللبنانية ..

واليمن بكل تأكيد ليس لبنان ، كما أن الرئيس : عبدربه منصور ليس اليأس سيركيس و الجنرال :علي محسن ليس الجنرال : ميشيل عون ..ولا الشيخ حميد الأحمر الشيخ بشير الجميل !!؟ فضلا عن إن الصراع ليس في شمال اليمن فحسب .. وهو صراع يجب ان لا يشغل سفراء دول مجلس التعاون عن ما يجري في الجنوب و حضرموت التي تعمل " القاعدة"علي تحويلها الي قاعدة ..لأعمالها في الجزيرة العربية .. مستغلة ظلامية الأفكار ـ التكفيرية التي اتسعت مساحاتها في أوساط شبابنا في ظل غياب الدولة و ضعف مؤسساتها .. و لا نجد في مثل هذا البيان ما يعزز هذه المؤسسات وفي مقدمتها مؤسسة الرئاسة و علي رأسها المشير : عبدربه منصور هادي .. الذي ورغم ثقل التركة و تداعيات الأزمة لم تتوقف الأطراف المتصارعة عن إعاقة توجهه لإقامة الدولة .. بل وتجاسر البعض للحط من قدره و تصنيفه ـ جهويا و مناطقيا متجاهلا خطورة مثل هذه الأطروحات في توسيع حلقات الصراع .

 

□□□ المطلوب مغادرة عبثية البيانات الي جديتها في تعزيز موقف رئيس الجمهورية و تحريره من عبثية استمرار حكومة وفاقية .. الي حكومة وطنية برئاسته تمكنه من قيادة الدولة و المجتمع نحوا تنفيذ مخرجات الحوار الوطني .. دون ذلك تمزيق اليمن او تقسيمه بين الإمامة و الخلافة !؟

 

□□□□ هذه قراءتي لبيان السفراء العشرة .. و تحذيري من إعطاء مزيدا من الشرعية للقوى المتخذة من العنف و سيله لفرض حضورها السياسي !! وأرفق بها البيان لمن رغب التدقيق في نصوصه لمعرفة مدي عبثيتها لا دعمها للمبادرة الخليجية و مخرجات الحوار ؟!

 

***

بيان سفراء الدول العشر

 

14 يوليو 2014

 

إنضماماً إلى البيان الصحفي لمجلس الأمن الدولي بتاريخ الحادي عشر من شهر يوليو الحالي ، والبيانات الصادرة من العديد من الدول والمنظمات الداعمة لمبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية ، فإن مجموعة سفراء الدول العشر تدين العنف الذي حدث في عمران والمناطق المحيطة إلى الشمال ، بما في ذلك الاستيلاء على اللواء 310 مع كامل معداته وإحراق المعسكر، وتناشد جميع الأطراف وقف الصراع المسلح الذي أزهق ، ولا يزال يزهق ، أرواح اليمنيين ، ويجب على الحوثيين ، والمليشيات المرتبطة بالأحزاب السياسية، وكافة الجماعات والأطراف المسلحة المتورطة في أعمال العنف، أن يوقفوا المواجهات ، ويحترموا كافة إتفاقيات وقف أطلاق النار التي التزموا بها جميعاً ، وخصوصاً تلك الاتفاقية المؤرخة 22 يونيو الماضي ، وينسحبوا من عمران ، ويسلموا أسلحتهم إلى السلطات الموالية للحكومة الوطنية.

 

تحذر مجموعة سفراء الدول العشر من أن استمرار العنف ستكون له نتائج وخيمة على تقدّم العملية الانتقالية في اليمن ، وأولئك الذين يواصلون اللجوء إلى استخدام السلاح والعنف بالرغم من البيانات الواضحة من المجتمع الدولي مستخفين بمصالح الشعب اليمني ، سيُحاسبون على أعمالهم. وتعيد مجموعة سفراء الدول العشر التأكيد بأنها لن تتهاون مع التخويف غير القانوني الذي تقوم به الجمـــاعات المسلحة التي لاتحترم مصالح الشعب ، وتعيد تأكيد دعمها للجنة الخبراء التي تم تعيينها بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2140 ، وتُحذرُ أولئك المحـــــاربين – بمن فيهم الذين قدّموا الدعم للجماعات المسلحة – بأن أعمالهم قد هددت سلم اليمن واستقراره. إن مجموعة العشرة تتابع بقلق بالغ المواجهات المسلحة في أرحب ، وتطالب بعدم توسيع رقعة الاضطرابات الحالية إلى أجزاء أخرى من البلاد ، بما في ذلك مدينة صنعاء ، وتحث على الوقف الفوري لكل أعمال العنف.

 

تقف مجموعة سفراء الدول العشر إلى جانب الرئيس هادي وجهوده الرامية إلى تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ، وتحقيق المصالحة السلمية بين جميع الأطراف ، وإيجاد جيش محايد يحمل مسئولية الحياد في خدمته للوطن. وتمثل مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية خارطة طريق إلى يمنٍ أكثر أمناً واستقراراً لجميع اليمنيين. ويناشد السفراء جميع الأطراف تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني بما فيها الحاجة إلى نزع السلاح ، والمشاركة السلمية في العملية الانتقالية التي تـــم تأسيسها للتعامل مع مظالم الماضي ، وتأسيس نظام حكم شاملٍ ممثلٍ لجميع الأطراف.

 

تُعبّرُ مجموعة سفراء الدول العشر عن قلقها البالغ على الأوضاع الإنسانية في الشمال ، وتمشياً مع بيان المنسق الإنساني ، فإنها تحث جميع الأطراف على تسهيل عبور وكالات الإغاثة لتصل إلى المدنيين ، وحماية الأنشطة الإنسانية ، وموظفيها ، وممتلكاتها ، واحترام وكالات الإغاثة في جميع الأوقات وذلك لضمان وصول المساعدات إلى الضعفاء الذين هم بأمسّ الحاجة إليها.