الرئيس وصميل ابن هادي.
د عبدالله محمد الجعري
تناقلت وسائل الإعلام المقروء منها والمسموع التصريحات النارية غير الإعتيادية للرئيس عبدربه منصور هادي والتي خرج فيها عن صمته وهدوءه المعهود ليلوّح بعصا غليظة في يده لكل من تسول له نفسه عرقلة مساعيه، وأنه لن يتسامح مع أي منهم وسيضرب بعصاه تلك على رؤوس كل الأفاعي والثعابين الظاهرة منها أو المستكين تحت خشاش الأرض، هذا التلويح من الرئيس بعصاه تلك والتي يمكن أن نطلق عليها أنها "صميل ابن هادي" كما هو متعارف عليه في ريف محافظة أبين كأحد الأمثال الشعبية المتداولة هناك.
هذا التلوّيح من الرئيس لا شك أنه لم يأت من فراغ فقد تعب الرجل من التغاضي عن كثير من تصرفات أركان الفساد والمحسوبية والطائفية والقبلية التي تظن أن صمته خوف وهدوءه عجز وما علموا أنما ذلك هو حلم وأناة من الرئيس الهادئ الطبع والسجية والذي لسان حاله يقول لهم أنا الهادي نعم، ولكن لا تثيروا حفيظتي وتسقطوا غصن الزيتون من يدي حتى لا استبدله بذلك الصميل، أنا الهادي نعم، ولكن لا تنسوا أنني في الحرب منصور.
هذا التصريح من الرئيس بن منصور هادي لم يأت من فراغ فالرجل يحظى بدعم واحترام شعبي وإقليمي ودولي لم يكن لرئيس قبله وباستطاعته توظيف هذا الدعم لضرب كل القوى الخارجة عن النظام والقانون الذي يحاول سيادته إرساء دعائمه الأولى، قالها ابن هادي وهو يعلم أنه بذلك ينكش على نفسه عش الدبابير التي خبر التعامل معها بالأمس والتي ليست بخافية عليه اليوم، والتي سئم العيش معها والسكوت على فسادها وإفسادها.
جاء التلوّيح من الرئيس بـ :"صميل ابن هادي" بعد تمادي قوى الظلام واقتناصها يوماً بعد يوم لأركان حكمه إبتداءً بالشهيد اللواء/ سالم قطن وإنتهاءً بالشهيد أركان حرب المنطقة الوسطى/ ناصر مهدي بن فريد، ولا يزال مخطط اغتيال القادة والكوادر المقربين منه أو المؤيدين له مستمراً ولعل الرجل قد استشعر الخطر أخيراً وأدرك أن هذا الخطر عما قريب سيقرع بابه إن بقي على هدوءه واستمر في سكوته على هذه التصرفات والأفعال التي أثارته وأخرجته عن صمته فما كان منه إلّا أن يشمر عن ساعديه ويخرج قائلاً لقوى الظلام تلك: إن هذه يسراي فيها غصن زيتون أحمله لكم بشرى وخير، وهذه يُمناي فيها صميل ابن هادي أضرب به كل متجبر معاند، فبأيهما أخترتم أخذتُ.