هذا الجزاء فلما البكاء ؟‎

2014-06-13 03:07

 

في الأمس القريب كانت قناة اليمن اليوم التي تم إقاف بثها على خلفية الكشف عن مخطط انقلابي معد من قبل المخلوع ورجالاته في أجهزة الدوله حيث كان من المفترض أن يتم قراءة البيان الأول للانقلابيين وإعلانه عبر قناة اليمن اليوم وهو ما أكدته الوثائق التي كشفت في حواسيب القناة المصادرة حيث وجد هذا البيان في إحدى هذه الحواسيب بعد أن تمت مصادرتها من قبل قوات الجيش بأمر من عبد ربه منصور هادي كانت ضاحكة مستبشرة بالحملة التي شنها السيسي على القنوات في مصر وشنها المخلوع علي صالح على قناة الجزيرة وصحيفة الأيام

 .

لقد كانت هذه القناة في الوقت القريب تزمر وتصفق وتطبل بل وكان عاملوها ومذيعيها يضحكون ويبسمون بعد أن قامت قوات المخلوع بالسطو على جهاز البث التابع لقناة الجزيرة الفضائية وجهازا لابتوب وكاميرتان حيث لم يتم إعادتهن إلى القناة لهذه اللحظة ، في تلك الأيام كانت هذه القناة الغير مهنية تعيش أسعد لحظاتها وراحت تقذف الإعلاميين الصادقين والقنوات الفضائية المحايدة بأبشع الأوصاف بل وشنت عليهم حملات كاذبة مضللة للرأي العام حتى تبرر الأعمال التي تقوم بها أجهزة الدولة بأمر عفاش بحق هذه القنوات الشريفة التي طالما وقفت مع الحق والحقيقة وتعرضت للتنكيل .

 

وغير بعيداً عن قناة الجزيرة في اليمن فتلكم صحيفة الأيام تم إغلاقها دون أي قرار قضائي ودون وجه حق من قبل المخلوع علي صالح غير أننا لم نرى اي استنكار من قنواته الفضائية وإعلامييه الذين يتباكون اليوم على أطلال مكتب قناة اليمن اليوم المغلق من قبل ولد منصور هادي بعد أن شعر أن هذه القناة تشكل خطراً حقيقياً على أمن بلاده واستقراره إضافة إلى كونها تدعو إلى التخريب والدمار والقتل في اليمن وتدعو إلى الانقلاب على السلطة في الوقت الذي تعارض فيه منتقدي السيسي .

 

المزاجية الهوجائية التي تنتهجها قناة اليمن اليوم وينتهجها العاملون في هذه القناة تجعلنا جميعاً نقف إجلالاً وتقديراً لقرار عبد ربه منصور هادي بصرف النظر عن مدى تأييدنا له أو معارضتنا إياه إلا أن قراره هذا يعد صفعة قوية في وجه المخلوع ، صفعة لم تكن متوقعة من رجل نبت لحمه من موائد علي صالح وتقوت عظامه من فتات أكله وماله حينما كان يعمل لديه نائباً ورئيس للجنته الأمنية في ما مضى .

 

إن السخافة التي صرنا نسمعها اليوم من بعض الأشخاص في معارضتهم للطريقة التي استخدمها ولد منصور لأغلاق مكتب قناة اليمن اليوم يجب أن تتوقف ويجب أن يعلم أصحابها أن المخلوع لم يكن يغلق القنوات والصحف فحسب بل كان يقتل الإعلاميين بدم بارد .

 

فلماذا لا يتحدثون عن إحراق مكتب قناة السعيدة وإغلاق صحيفة الأيام وعشرات الصحف الأخرى ؟ لماذا لا يتذكرون تطبيل قناة اليمن اليوم للسيسي حينما عمد إلى إغلاق القنوات الإسلامية والقنوات المعارضة لانقلابه في مصر أم أنه حلال عليهم وحراماً على غيرهم ؟

 

هكذا هي أعمالكم وهذا هو جزائكم فلما بكائكم على ما اقترفت أيديكم ؟