حكومة الجوع والجرع ومؤسسة الكهر والحر ليستا سيئتين بالمطلق ، انهما تحرصان على رعاياهما كحرص الأم على وليدها ،فلا تسيئوا الظن بهما كعادتكم وقللوا من لعناتكم لها صباحا ومساء.
أيها الناس في مدن الحر والعذاب الشديد ان كنتم غير مدركين لحقيقة حب حكومتكم لكم فتذكروا حالكم وانتم تحاولون مواساة أنفسكم في أسوأ لحظات الشعور بالضيق والاختناق واشتداد الحر عندانقطاع الكهرباء، وكيف ترددون بخشوع ( لا إله إلا الله ،هذا حر الدنيا فكيف حر جهنم )،ولعل بعضكم يهم إلى الصلاة ومنكم من يقرر التوبة الخالصة والعودة الى الله بعد فترة من البعد عنهأليس في هذا العذاب رحمة وان بدا في ظاهره العذاب.
ايها الناس لقد أبتعدتم عن الله كثيرا وأخذتكم الدنيا ولهذا فإن الحكومة ووزارة الكهرباء يعظانكم لكنكم والعياذ بالله لا زلتم قساة القلوب ولم تستوعبوا بعد بأن انقطاعات الكهرباء ليست شرا مطلقا ،بل هي دروس ومواعظ تدعوكم وتحثكم على التقرب إلى الله ، وتذكركم بعذاب القبر ووحشته حيث لا كهرباء ولا ماء ولا نت ولا كأس عالم وحيث لا امتحانات ثانوية ولا أساسية الا سؤال منكر ونكير.
كان عليكم انتم يامن رباكم الحزب الاشتراكي على الدلع والبعد عن الله ان تحمدوا الله الذي سخر لكم حزب الاصلاح ليكون وكيلا لله علىكم فجاءكم برئيس حكومة رقيق القلب والمشاعر ليحقق رقما قياسيا في استخدام مناديل الكلينكس وهو يبكي لأجلكم ،ووزير تقي صالح كأسمه يذكركم بالله وبعذاب القبر كل يوم بعد ان غرتكم الحياة بزينتها وانشغلتم مع الصحف الصفراء في الترويج لاشاعات تورطه في هذه قطع التيار الكهربائي ليتمكن نجله من بيع شحنة المواطير التي استوردها من الصين.
يقول لكم باسندوة ،انه ما سعى الى تجويعكم إلا ليعيدكم الى الله بعد ان بطرتم كثيرا ،ووصل بكم الحال أنتم يا أهل عدن الى انكم كنتم تقدمون الحليب المجفف للقطط التي كنتم تغذونها اضافة الى الحليب بمشك باغة طري من صيرة صباحا ومساء ،حتى اشتهرت عدن بكونها صاحبة أسمن العراري على مستوى العالم ويذكركم باسندوة ان رسول الله كان يبات الليالي بأمعاء خاوية وكان لشدة جوعة يربط حجرا على بطنه ومثله يفعل كثيرون من خيرة الصحابة.
فيما يدعوكم سميع لان تنظروا الى الوجه الايجابي من فساد وزارته لتعلموا بأنه بأنه لا يريد عذابكم ولا شقاءكم كما لا يهدف الى قتل مرضاكم في المستشفيات أو وجعكم وأطفالكم وكبار السن والمرضى منكم في بيوتكم ،بقدر ما يسعى صادقا ومبتغيا وجه الله إلى تذكيركم بأن لظى جهنم أشد من حر الدنيا وان ظلام القبور أشد من ظلام الشوارع أو البيوت الفاخرة والقصور .
يتمتم سميع بألم وهو يذرف دموعه الطاهرة :مالكم والدنيا انها الفانية وعليكم بالتعود على الظلام والإكتواء بالحر الشديد واعلموا ان الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز كان ينزل الى القبر كل يوم وهو مكبل بالسلاسل ثم يبكي وينتفض ، حتى لا تغره الدنيا ببهرجها وزينتها ،فما لكم لاتكونوا مثله .
أيها الناس بطلوا الوسوسة وكثر الحشوش على حكومة الجوع والظلام وخذوا الوجه الآخر من كل ما تذيقكم اياه من عذاب لعلكم ان خسرتم الدنيا ستكسبون الآخرة.