تمر الآن الذكرى الأولى على جريمة مقتل أمان والخطيب، والشيخ» العواضي» يناضل -كعادته -في سبيل الدولة المدنية، دولة النظام والقولون طبعا ! الله يجبره .
قولوا آمين .
ومش كذا وبس..
الأحزاب السياسية اليمنية كلها، ومؤتمر الحوار كله، والناشطون في الساحات وفي الفيس بوك، والحقوقيون، كلهم ما شاء الله «باشتين» ويناضلون - في سبيل المدنية وسلطة النظام والقولون والكل.. ها موه جالسين يلعبوا !؟ الرصاصة مش مجرد قارح وصلاتك يا نبي .. وراء الرصاصة التي تقتل،هناك آباء وأمهات وإخوة وأخوات مفزوعين ومكلومين ولم تصلهم إلى الآن عدالة القانون، بل وصلتهم عدالة القولون، ويحمدون الله على العافية، ما عد يشتوا، على أن أعراض القولون في هذه الحالات المفجعة لا تداويها روشتات الطبيب، بل تداويها روشتة العدالة وشرع الله، لكن للأسف العدالة في اليمن كما شرع الله تماما، كلاهما أصبحا مجرد بيع وشراء .
العدالة عندنا فوق الضعيف ..وشرع الله مالوش دخل بهذه الجرائم طبعا، هو شرع منشغل بالقضايا الكبيرة..صوت المرأة عورة ..
الاختلاط..الأغاني، وممكن يمسكوا واحد بتهمة كأس شراب مثلا، وإلا بتهمة سيجارة حشيش دفخها لينسى كل هذا القرف الحاصل في الحياة ..
ويضربوا للمبندقين والقتلة وقطاع الطريق تعظيم سلام ! ياسلاااام، وقلك من فين تجي أعراض قرحة المعدة والتهاب القولون !؟ كل قتيل بريء في بلادنا، يتم ترحيل مظلوميته وطمسها بإنتاج قتلى جدد .. الملاعين عارفين أصلا بأننا شعب «ما بدا بدينا عليه» وبأننا -أيضا- شعب بلا ذاكرة ..
اليوم سنتعاطف مع أمان والخطيب، وبكره قد معانا قتلى جدد وهات يا ملاحقة من جنازة إلى أخرى وما فيش دولة تضبط وتلاحق القتلة ! المراهنة على النسيان- في اليمن -تجري على قدم وساق، والعدالة عرجاء .. والمجتمع كسيح .. ومآذن الصلاة تحدثنا عن فضائل صيام جمعة رجب، وما فيهاش طافة تكلمنا عن فضائل العدل وتجاهد في سبيله باعتباره أساس الحياة!؟ على أية حال .. غير عذابات انتزاع روح بريئة .. وغير مآسي ذكريات الفراش الفارغ لإنسان كان يصحو وينام عليه .. وغير البكاء والألم وبشاعة الفقد، تعيش أسرتي أمان والخطيب بشاعة الخذلان أكثر .
خذلان القانون والناس والشرع ..!
*اليمن اليوم