لا شيء يشعرني بأكذوبة تأسيس جيش وطني لمواجهة الانقلابيين الحوثيين أكثر من محاولات تهميش وتهشيم اللواء 35 وأفراده وقائده الشجاع المقدام الفندم "عدنان الحمادي" على الرغم من أنه أول لواء عسكري أعلن تمرده على أوامر الحوثيين وخاض معركة تحرير تعز بعقيدة قتالية وطنية صرفة لا يخالطها أي هدار فاض!
يرتدي عدنان الحمادي البدلة الميري كمقاتل حقيقي وليس كمستعرض يتفصع في الطريق، وتشعر وأنت تشاهده يمشي بأنه قائد مثابر يأكل وينام ويشرب وراء المتراس، ولكنه لا يحظى بالعناية اللازمة من قيادة وزارة الدفاع ولا من الرئاسة، ويبدو بالنسبة إلى التشكيلات العسكرية الكثيرة التي تتحرك تحت عباءة الشرعية والجيش الوطني وكأنه لواء "ابن خاله"!
وأسأل نفسي دائماً: ليش يشتوا يدمروا معنويات هذا القائد البطل البسيط الذي ظهر إلى السطح في لحظة صعبة وحرجة تحتاج فيها اليمن إلى هذه العينات من الرجال البواسل؟ وليش يحاولوا دائما أن يحجموا من دور اللواء 35 على الرغم من أن أفراده جنود وضباط في الميدان مش في البيوت ويخوضون الحرب مُشنقلين فوق الهضاب والتباب في سبيل استرداد الدولة الحقيقية وفي سبيل دولة العدالة والمواطنة المتساوية؟!
وأسألكم بالله قولوا لي هل سمع أحدكم، منذ بدء الحرب إلى اليوم، أن الفندم عدنان الحمادي سجل كشوف أفراد وجنود وهميين ليأكل المستحقات كما يفعل بعض القادة حمران العيون؟ وهل سمع أحدكم في يوم أن للفندم عدنان الحمادي ابناً يلطش الناس ويتبلطج عليهم راكن على قوة ووجاهة ونفوذ والده؟ أو أن لديه ابن اخت يتهزبر أصحاب المحلات والدكاكين في مدينة التربة راكن ومتركي على قوة ووجاهة ونفوذ خاله؟ أو أن عدنان الحمادي حرر المنطقة الفلانية ونهب تلك الفيلة أو تلك التبة أو بسط على مدرسة أو جعل أفراده ينتشرون في الحواري والأحياء كجنود يخوضون في توافه الأمور ويسرقون بيوت الناس وممتلكاتهم ومدخراتهم؟ وهل سمعتم في يوم أن اللواء 35 المرابط في التربة لعب دور المقاول مع الحكومة الشرعية أو مع التحالف لتحرير التبة الفلانية أو الجبهة العلانية لأكثر من خمس أو ست مرات؟!
ومعروف أن الحوثيين يحاصرن تعز من الشمال والشرق والغرب وليس لتعز أي منفذ مفتوح عدا المنفذ الجنوبي الذي يمر عبر هيجة العبد حيث يتمركز اللواء 35 كصمام أمان وكحصن منيع، بينما يقوم جنوده وأفراده بحماية المسافر والطريق وحماية تواجد الشرعية والحكومة في المنفذ الوحيد الذي تتدفق الحياة عبره إلى قلب مدينة تعز.
وبدلاً من تعزيز قوات اللواء وتطوير أدائهم ومهاراتهم باعتبارهم جيشاً وطنياً أحكم سيطرته على المنفذ الوحيد إلا أنه يتم التحشيد على الدوام من قبل جيش الإخوان الوطني التربوي العظيم لتطويق اللواء 35 بألوية أخرى يفترض بها أن تنتشر وتتوزع وتقاتل هناك، في الجبهات الثلاث التي تحاصر مدينة تعز أساساً، والتي تقع في نطاق جغرافيتهم العسكرية أصلاً، غير أن مِهرة الإخوان عجيبة وغريبة، فلتوا وتركوا وسابوا الجبهات الثلاث التي يطبق الحوثيون حصارهم عليها وتنابعوا مهرولين إلى مواقع اللواء 35 عشان يفكوا الحصار عن تعز على طريقة أين أذنك القريبة ياجحا!
ليش طيب؟ إيش يشتوا من اللواء 35؟ وليش متضايقين من وجوده على الأرض في الميدان؟ لأنه لواء عسكري حقيقي لا مكان فيه للمدرسين والمؤذنين والمنشدين ولا يزوره محمد الحزمي ليلقي على الجنود أناشيد "جيش محمد سوف سيعود"! وإيش يشتوا من عدنان الحمادي؟ وليش مش عاجبهم؟ لأنه ضابط عسكري محترم يشوف التربة أكبر من قطر؟ ويشوف اليمن أكبر من الجميع.