عاد التلاحم وعادت الثقة بين الموطن العادي وبين المؤسسة العسكرية ممثلة في الجيش الذي يقاتل ببسالة في مختلف المناطق لمواجهة القاعدة, هذا التلاحم أعطى زخماً ونفساً جديداً للدولة, وذكر الجميع بأهمية وجود دوله قوية وجيش وطني موحد قادر على الدفاع عنها وعن هيبتها.
****
لا يجب أن تقتصر معركة الجيش على القاعدة فقط, ويجب أن تمتد الى من يخربون خطوط النفط والطاقة, فالانقطاع المستمر للكهرباء وانعدام المحروقات بات يؤرق المواطن كثيراً, ومن الغرابة أن تعجز الدولة وتعجز الداخلية والدفاع عن ضرب المخربين الذين لا يتجاوز تعدادهم العشرات, مع العلم أنهم معروفون بالاسم.
****
الوقت أصبح مناسب لتعلن الدولة حرباً على تلك العصابات, فالشارع يتلاحم مع الجيش عندما يخوض معارك وطنية, ومعركة حماية خطوط الطاقة والنفط معركة وطنية بامتياز وستحظى بتلاحم منقطع النظير لأن تأخيرها أدى الى نتائج أضرت بكل مواطن وبكل بيت واسرة ومحل تجاري.
****
معركتان ستكونان الباب لبناء الجيش, والمدخل لاستعادة هيبته وتوحيد كلمته, لأنه لا يوجد أي طرف لديه القدرة على اعلان تأييده للقاعدة أو لعصابات قطع الخدمات, وهذه فرصة الرئيس هادي لتوحيد الجيش ولاستعادة هيبة الدولة بالتدريج وبغطاء ودعم وتلاحم شعبي.
****
هذه المعارك ستفرز أمام الرئيس القيادات العسكرية والأمنية الوطنية والكفؤة من غيرها, وستفضح الأيادي المرتعشة أو المتواطئة, وستعمل على غربلة الجميع.
اذا حسبنا الخسائر التي لحقت بالاقتصاد الوطني نتيجة للانقطاعات المتكررة لتلك الخدمات سنذهل من أرقامها التي بلغت مليارات الدولارات, وهذا ما يستدعي معركة عاجلة لوقف تلك الأعمال التخريبية التي أنهكت الاقتصاد الوطني, واستنزفت العملة الصعبة.
****
لم تعد الذرائع التي يطلقها بعض المسؤولين في الحكومة تجدي نفعاً, فتحميلهم للرئيس السابق المسؤولية أصبحت تهمة ممجوجة, خصوصاً بعد أن أعلن صالح في لقاء تلفزيوني أن على الدولة أن تعتقل كل من يقوم بقطع الخدمات وتقدمه للمحاكمة العلنية, وأن أي طرف سيعترض على إجراءاتها سيتحمل المسؤولية أمام الشعب, تلك التصريحات نزعت ورقة التوت التي ظلت الحكومة تتستر بها لأكثر من عامين مبررة اخفاقها الأمني في حماية خطوط وانابيب الطاقة والنفط.
****
كما أن استمرار المعالجات السابقة عن طريق دفع الأموال لتلك العصابات وسمسرة بعض المسؤولين الرسميين وترزقهم من تلك الصفقات بات مفوضوحاً, لأن ذلك الأسلوب الخاطئ والكارثي أدى الى رواج تلك الجرائم وصناعة سوق خاص لذلك النوع من الاعتداءات, ودفع الكثير للانخراط فيه, لأنه اصبح مصدر رزق سهل لا يكلف صاحبه الا بندق كلاشنكوف و "خبطة حديد" يرميها على خطوط الكهرباء, أو اجرة شيول يحفر له بجانب أنبوب النفط حتى يصبح ظاهراً ومن ثم يتم اطلاق قذيفة أر بي جي عليه, وبعدها يذهب المتقطع "ليخزن القات" بجانب مسرح الجريمة ويمنع فرق الإصلاح حتى تأتي لجان الوساطة الرسمية محملة بملايين الريالات.
****
أكاد أجزم أن معركة مع مخربي خطوط الطاقة والنفط ستحظى بدعم شعبي أكبر من الدعم المنقطع النظير الذي تحظى به معركة الجيش مع تنظيم القاعدة, وطالما هناك وحدات عسكرية وأمنية مرابطة بالقرب من تلك الأماكن فلماذا لا تبدأ المعركة الآن عبر كلمة متلفزة لرئيس الجمهورية يحذر فيها تلك العصابات من أي اعتداءات جديدة أو إعاقة لعمل فرق الإصلاح, و يوجه رسالة واضحة مفادها: أن زمن السكوت أو التفاوض انتهى, وأن الدولة ستضرب –من الآن- بيد من حديد.
"نقلاً عن صحيفة الأولى" 6 / 5 / 2014 م
علي البخيتي [email protected]