شفاء الناصر.. اسم على مسمى !

2014-04-18 06:56

 

الكاتبة والأديبة الحضرمية والناشطة الجنوبية الأصيلة (شفاء بنت عبدرحمن الناصر) كان بعض متابعيها  وهم كثيرون وباختلاف رؤاهم وتوجهاتهم كان البعض منهم يضنون "وأن بعض الضن أثم" على أنها أسم وهمي .. أو حالة اختراق استخباري عند من أدمنوا على ثقافة ونظرية "المؤامرة والتخوين" التي ابتلانا بها قادة وحكام الأنظمة المتعاقبة على حكم الجنوب الحبيب .. وبحكم معرفتي لمطابخ "قوى" الاختراق ولكثرة متابعتي لها والمساجلات التي كانت تتبادلها وزوار صفحتها على (الفيس بوك) وأنا واحدا منهم .

 

 

ومن خلال قراءاتي لكتاباتها وردودها ولقوة ودقة وشمولية ماتمتلكه من معلومات وبداهة ردودها السريعة ودقة ما تجود به قريحتها من ثقافة ومعلومات هائلة عن التاريخ الجنوبي والحضرمي وجدت أنني أتعامل مع أرشيف ضخم يحوي كم هائل من الوقائع والأدلة والحقائق الدامغة عن التاريخ الجنوبي في شتى مجالات الحياة السياسة والثقافية ولإلمامها الواسع وتنوعه بتاريخ التجربة الجنوبية وعمقها الثقافي والتاريخي والجغرافي والشعري والغنائي والاجتماعي عامة , أدركت أنها ليس كما يتوقعه البعض من أصحاب نظرية "المؤامرة" ليست مجرد حالة اختراق استخباري معادي "للقضية الجنوبية" أو "اندساس" مشاكس.

 

أدركت أنني أمام حالة جنوبية لا غبار عليها , وليس هناك أدنى شك في انتماءها الجنوبي وتحديدا "الحضرمي" اللهم أنني كنت أشك كثيرا أن تكون أمراءه .. وبدأت علاقتي "الالكترونية" من البعد , في التواصل معها.. واستجابت لدعوتي لها ككاتبة تملك هذا السلاح القوي , في أن تغير صورتها وتظهر الصورة الطبيعية لها طالما وهي واثقة من نفسها وتمتلك هذه القوة من الحشمة والمنعة والعفة والاحترام والتي تحظى بها عند الجميع .. واستجابت لذلك دون حرج ونشرت لها أول صورة في موقع "عدن الآن" الإخباري ولأشهر كتاباتها خصصت لها صفحة بين الكتاب المتميزين.. وهذا مكانها الذي تستحقه .. كما استحقته عن جداره بكتاباتها العقلانية المتميزة, وباستحواذها على مكانة خاصة ورفيعة في قلوب قراءها من المعجبين !

 

الأستاذة القديرة (شفاء الناصر) .. كاتبة رصينة متألقة موجعة في صراحتها .. وراحتها "حتى لو فيها ألم" واسعة الإلمام والدراية المعرفية "فكرا وتاريخا وسياسة وفلسفة" بوقائع الأحداث قلما تجدها في غيرها من كتاب الجنوب .. رغم غيبتها عن الجنوب وهجرتها واغترابها "قهريا" في بلاد الشتات .. تدل عنها كتاباتها التراسلية السلسة المتواصلة مع جمهورها المتنوع من المتابعين لها .. بما يوحي للمتابع رغم اختلاف وجهات النظر بأنه يقف أمام  هالة "روحية" دماغية ضخمة .. لأمراه وكاتبة متميزة , صاحبة عقل "زئبقي" نقي يشكل خلطة من "فولاذ وسكر" متناغمة ذهنيا من "المعلومات المعرفية" التي تنضح بها ذاكرة هذه المرأة الجنوبية العظيمة الأستاذة (شفاء الناصر).

 

رغم حدة لهجتها في الكتابة تجيد بإمعان فلسفة "فن الحديث" في مخاطبة أوسع شرائح المجتمع على اختلاف ثقافاتهم ومستوياتهم السياسية والعلمية عامة .. في سرد تراجيديا الوقائع التاريخية الجنوبية تحديدا .. تمتلك موهبة "نووية" من القوة "الناعمة" كأنثى "حديدية" تحسن الرمي "عالمحلاة" باقتدار تضاهي حنكة مليون "قناص" ذكوري....!

 

تمتلك كم هائل من ذخيرة "العقل المعرفي" التي تجيد استخدامها بمهنية عقلانية عالية , بأقل كلفة مهنية في استخدام الرصاص السائل على الورق وبأبلغ حصافة لغوية وبأدهى كياسة سياسية مقتدرة بامتياز في توظيف (الكلمة والحرف) كواحدة من قلائل الساسة والكتاب ممن يجيدون ويحسنون وضع النقاط على الحروف .. بسلاسة أدبية مبسطة , سلمية رفيعة المعاني تغزو من خلالها كل العقول .. لإيصال رسائلها بكل سهولة ويسر وإعجاب !

 

ينبوع معرفي متدفق لا ينضب تجدده بمواهب جمة ومتعددة من قوة السحر والجمال الكامنة في مخزونها الفكري "الذهني والجمالي" في سرد ونقد الأحداث وتشخيص مكامن الاعوجاج واكتشاف بواطن الأمور وظاهرها وكشفها للناس كما جرت إحداثياتها وسارت سيناريوهاتها التاريخية .. دون مواربة من أحد أو مجاملة ساذجة أو مداهنة سياسية بليدة !

 

الكاتبة القديرة (شفاء الناصر) تمثل ظاهرة ثقافية جديدة تواكب متغيرات القرن الحادي والعشرون تستلهم مستجدات العصر والعلمنة متحررة من الولاءات الحزبية المتعصبة والقروية المناطقية المتخلفة تأبى الخنوع للقهر والظلم الاستبدادي , مدافعة صلبة عن حقوق الإنسان والمرأة وحقه في العمل والحرية والحياة والتعبير والعيش الكريم , أيا كان وأينما وجد ,تقاوم الإرهاب والتطرف الديني بكافة أشكاله وصورة المتنوعة .. وترفض ثقافة المدح الذميم , وعبادة الفردية السياسية المطلقة , تؤمن أيمان راسخ بالرأي والرأي الآخر.. وتكافح بجهد وجد من اجل التغيير كسنة الحياة وشريعة العصر الإنساني المتجدد والمزدهر كسمة هامة وعنصر رئيس في عملية التطور الاجتماعي لبناء الإنسان الحالم بحياة سعيدة وغد مشرق.

 

التغيير والتجديد والنقد البناء عنوان فلسفتها لبناء وتعمير الأوطان واستقرارها .. وهكذا تخاطب جمهورها الذي نأمل أن يتفهم جيلنا الجديد مفردات هذه اللغة الخطابية الجديدة في الحوار السياسي الحديث في فلسفة الكاتبة الكبيرة (شفاء الناصر) وأن يتقرب إليها ويستفيد من هذه المدرسة السياسية والثقافية الكلاسيكية الحديثة .. وأن نتعود على سماع وتقبل الرأي والرأي الآخر وأن نربي أجيالنا من الآن على ثقافة التنوع والقبول بالآخر .. لا أن ننفر من سماع الرأي الآخر .. ونستعديه ونحمل له معاول الهدم وألقاب النفور والتخوين أذا ما أردنا أن نحقق أهدافنا بأقل كلفة متاحة من العلم والمعرفة وبأقل تضحيات ممكنة, من أجل جنوب جديد تشاركنا الكاتبة شفاء الناصر في رسم ملامح غده المشرق والجميل .

 

هي فعلا (شفاء) دوعني – خالص , مصنوع بامتياز حضرمي أصيل .. ماجدة ومجاهدة جنوبية "ناعمة" كغصن الزيتون و "صلبة" كالصخر , لا تخجل لئن تقول الحقيقة, وأن كانت مرة .. أمراءه جنوبية نادرة لا يوجد لها مثيل ولم تسبقها احدهن ولم ولن يسبقها أحد في تاريخ مشوار "القلم والكلمة" الجنوبية باستثناء الصديق العزيز أبو أزال الأستاذ (عمر الجاوي) رحمه الله .

 

أتمنى لها النجاح المظفر بما تمتلكه من موهبة روحية مذهلة , كنموذجا حيا يغتدي به لطهارة وأصالة الإنسان "الحضرمي" الأصيل لمن يريد أن يهتدي السبيل إلى بلوغ مرتبة الرفعة والعلاء والنجاح والتألق.. وفي أفكارها النقية الصافية أصفاء من ماء الخلجان , شفاءً نافعا لمن يحتاج الشفاء!

 

شفاء الناصر .. أمراءه عتيدة وعنيدة في زمن ملبد بالعتمة والظلام وجدت كي تقول الحقيقة .. وللحقيقة وحدها نذرت نفسها لأن تموت هي ولتبقى الحقيقة حية لا تموت !

 

شفاء الناصر .. علم جنوبي بارز نحني لها الرؤوس والهامات بكل فخر وإعزاز .. شفاء الناصر .. اسم على مسمى .. منحوت من نورا ونار!

 

 

[email protected]