حاجتنا لبلورة ميثاق شرف تحريري‎

2014-03-12 13:11

 

 

هناك قواعد سياسية ونضالية ثابتة يجب أن يتحلى بها كل من يريد أن يحقق أهدافه من خلال النضال السلمي ،هذه القواعد ليست جديدة بل هي قديمة وقد اُستخِدمت من قبل معظم الثورات العالمية التي ولدت قبل عقود من الزمن .

 

ليس ثمة أختلاف بأن مكونات الحراك الجنوبي الواسعة والمختلفة ميدانياً والمتفقة أيدولوجياً على حق شعب الجنوب في التحرير والاستقلال باتت تدرك الحاجة الملحة لفتح آفاق نضالية جديدة لا تتناقض والهدف المنشود الذي يرفعه معظم أبناء الجنوب في الداخل والخارج ،للتأقلم مع المتغيرات السياسية الراهنة في اليمن ،ومن أجل النهوض بالنضال السلمي من مرحلته التي أنتهجها من ما يقرب من سبع سنوات خلت إلى مرحلة جديدة مناسبة لشعب الجنوب التواق للحرية والاستقلال ، وجديرة بمواجهة التحديات والصعوبات المتبقية أمام الثورة الجنوبية .

 

يحتاج شعب الجنوب اليوم في ظل التطورات الجديدة على الساحة اليمنية إلى بلورة رؤية جنوبية واحدة ومنهج نضالي جديد يعمل على نقل الثورة الجنوبية نقلة نوعية من المربع الذي تعيشه الآن إلى مربع فسيح يكفل للجنوبيين الضمان التام لتحقيق مطلبهم العادل والمشروع ،ويضمن لهم خلق زخم شعبي واسع للمضي قدماً في مضمار الحرية الذي أختاره شعب الجنوب على الرغم من العوائق الجمة التي كلفته ذلك الأختيار .

 

حاجتنا في الجنوب اليوم تكمن في إيجاد ميثاق شرف سياسي تحريري جنوبي يتضمن العناوين الرئيسية للقضية الجنوبية ،ويصون جوهر هذه القضية من الإندثار ويحميها من الشوائب الفكرية التي تسوق وتروج لها سلطات نظام صنعاء بمساعدة بعض أدواتها في الجنوب .

 

في أعتقادي بأن إيجاد هذا الميثاق اليوم هو أهم من إيجاد قيادة جنوبية موحدة، لأنه لو تم التوقيع على هذا الميثاق من قبل كل الأطراف الجنوبية المؤمنة بالتحرير والاستقلال فسيكفي ذلك لنقول للعالم أن جميع الجنوبيون باتوا اليوم على قلب رجل واحد في مطلبهم باستقلال دولتهم .

 

ليس هذا فحسب بل سيكون ميثاق الشرف هذا سداً منيعاً أمام كل من يريد أن يتاجر بقضية شعب الجنوب ،وسيقطع الطريق أمام أؤلئك المتسلقين الذين لا يريدون تحرير الجنوب ، حيث سيضعهم هذا الميثاق في موقف محرج للغاية من خلال الموافقة عليه أو عدم الموافقة عليه ،لأنهم إن وافقوا عليه فسيكونوا جزءاً لا يتجزاء من ثورة شعب الجنوب يصيبهم ما يصيب الجنوب، وإن لم يوافقوا عليه فسيدرك شعب الجنوب أنهم ليسوا سوى عبارة عن ثلة من المتسلقين المتاجرين بدماء الشهداء والجرحى وحرية المعتقلين وحينها ستنكشف حقيقتهم ويعرف شعب الجنوب كيف يتعامل معهم .

 

لذلك من الأهمية بمكان أن تقوم النخب الفكرية والثقافية والسياسية والمكونات الميدانية وجميع أطياف الثورة الجنوبية بالعمل على إيجاد هذا الميثاق الذي سيكون بمثابة إطار شرعي لقضية شعب الجنوب لا يجوز الحياد عنه على الإطلاق ، ومن يحيد عنه يكون قد حاد عن مطلب شعب الجنوب الذي يعد هذا الميثاق معبراً عنه ومتوافقاً مع إرادته النضالية التحررية .