تم تسليم الرسالة !!!

2014-02-22 23:23

 

رغم الخطة الامنية المحكمة التي حشدت لها كل طاقات الاجهزة الامنية التابعة لصنعاء للحيلولة دون وصول مئات الالاف من الجنوبيون العزل الى ساحة العروض لاحياء مليونية الحسم الا ان المراقب المحايد والذي لا يريد ان يكذب على نفسه !!

 

يعلم علم اليقين ان التعامل القمعي هو الذي اوصل الرسالة ودماء الشهداء والجرحى الذين سقطوا بالامس كانت ابلغ دليل على ان شعب الجنوب يمتلك من الصلابة والقوة الناعمة ما يمكنه من رفض مخرجات صنعاء ومخطط تقسيم الجنوب

 

وعلى عكس ما هو مشهور ومعروف عن الامن اليمني من تقهقر واندحار حين يواجه مجاميع قبلية تمارس التقطع والخطف وضرب كابلات الكهرباء والبلطجة وتعطيل المصالح في مدن الشمال وتضطر الى مسايرتهم حسب العرف القبلي وتتقبل شروطهم الا ان هذه الدولة التي تمضي كماتقول نخبها السياسية الى افق التغيير والمدنية تتعامل بشكل اخر مع المتظاهرين السلميين  في الجنوب فتطلق الرصاص الحي وتقتل وتعتقل وتلاحق النشطاء وتدهس الجموع السلمية التى تردد الهتاف بالحرية

 

بالامس صمتت النخب والعامة في الشمال عن ما حدث وادارت وسائل اعلامهم ظهرها لكل الانتهاكات في عدن بمن فيهم من كنا نظنهم احرارا لا يقبلون الظلم والقهر لا على انفسهم ولا على الاخرين

 

لقد وضع الراي العام الشمالي للمرة الالف على المحك الا انه في كل مرة يسحق الامل في ان يكون هناك تغيير حقيقي في ذهنيته المقاومة للتغيير من حيث التركيبة

 

كل هذا لم يمنع ان تصل رسالة الجنوب قوية كالعاده حتى لو اخرجت المافيا الحاكمة في صنعاء كل جحافلها الجرارة

 

لقد وصلت الى عدن جموع غفيرة شعثاء غبراء لكنها تحمل في جوانحها تصميم عجيب على تحدي مشروع كذبة جديدة تريد صنعاء عبرها تغيير تكتيكها لتنهب وتسرق وتقتل وتمتص دماء شعب الجنوب باساليب ووسائل مبتكرة..الاحراج الكبير تجاوز صنعاء ليصل الى عواصم العالم والدول الراعية للتسوية والذين ربما سيتفاجئون في كل مرة من حجم الصعوبة التي ستواجهها المشاريع الاحادية

 

ان شعبنا كما قدم النموذج الانصع للتعبير السلمي المدني فهو يضع اسس جديدة ويسترد كرامة الشعوب العربية الواقعة تحت الوصاية الاجنبية ويعيد توازنات العلاقة بين القوى الكبرى والشعوب

 

انهم سيتعلمون الان:كيف ان الغطرسة ووضع الحلول من دون اي تقدير للشعوب ورغباتها وتطلعاتها لن تكون سوى مضيعة للوقت..ان الفرصة امام الدول الراعية لازالت قائمة عبر الاطر والاليات الصحيحة التي تضع لراي الشعب وهدفه الاساسي والمعلن الاعتبارات اللائقة ماعدا هذا فان كل مالا يريده شعبنا الجبار سيبقى كما هو الان...حبرعلى ورق

 

سواء قتل عبدربه منصور بعض ابناء شعبنا ام لم يفعل..فلاشيء يمكن فرضه بالقوة والتزوير والكذب في وسائل الاعلام