الجنوبيون يذوّبون تعتيمهم‎

2014-02-22 19:18

 

بكل السبل والوسائل المتاحة لها سعت قوى الاحتلال اليمني منذ وقت طويل إلى فرض تعتيم إعلامي مشدد على مليونيات ومهرجانات الثورة الجنوبية التي تقام على أرض الجنوب عموماً وفي العاصمة عدن على وجه الخصوص .

 

لقد استطاعت هذه القوى المحتلة أن تحقق نسباً متفاوتة في حالة التعتيم الإعلامي على الثورة الجنوبية المباركة ، غير أنها يوم جمعة الكرامة الماضية في مليونية الحسم الجنوبي فشلت هذه القوى الظالمة في تصعيد وتيرة أعمالها المراد من خلالها إجهاض هذه المليونية وعدم نقلها للعالم لمعرفة مدى رفض الجنوبيين لمخرجات الحوار اليمني .

 

حيث أستطاعت وكالات الأنباء والقنوات الفضائية والصحف العربية والدولية أن تغطي ما حدث في عدن من قمع وحشي لأبناء الجنوب الذين خرجوا في مسيرات سلمية يعبرون عن موقفهم الرافض لمخرجات حوار كهوف صنعاء .

 

بالرغم من الإجراءت الأمنية المشددة التي أتت بهدف منع تغطية وسائل الإعلام لهذه المليونية من خلال محاولة وأدها وقمعها قبل وصولها لساحة العروض وبالرغم من والتواجد العسكري الذي جعل أحياء العاصمة عدن مناطق عسكرية مغلقة، نجحت العديد من وسائل الإعلام في تغطية هذه المليونية التي ملئت جميع  أحياء عدن بعد أن أقدمت قوات الاحتلال على قمعها ومنعها من الوصول إلى ساحة العروض بخور مكسر.

 

لعل ما نشرته وكالة الأنباء الصينية " شينخوا " عن قدرة الجنوبيين على تنظيم تظاهرات ضخمة على الرغم من التواجد الأمني الشديد خير دليل على أن الجنوبيين أنتصروا بجدارة واستحقاق فائقين على قوى البطش والعدوان التي جندت جنودها لإخفاء الإرادة الجنوبية الحقيقية عن العالم .

 

لم تستطع قوى الاحتلال النجاح في إخفاء جرائمها التي أرتكبتها بحق متظاهرين سلميين عن أعين العالم ، حيث نشرت صحيفة الجزيرة السعودية معلقة على أحداث جمعة الكرامة قائلة : إن أنفصال الجنوب قادم لا محالة ونقلت هذه الصحيفة استنكار دولي  نتيجة قمع المظاهرات السلمية في عدن التي تطالب بحقوقها المشروعة .

 

وأخيراً نجح الجنوبيون في كسر هذا التعتيم الإعلامي بصمودهم وثباتهم قالها نشطاء جنوبيون كثر معلقين على التغطية الإعلامية الواسعة التي حظيت بها مليونية الحسم في عدن، وكأننا أمام مشهد جديد من مشاهد الأنتصارات الجنوبية المتتالية ،مشهداً حسم فيه أبناء الجنوب قراراهم وأمرهم برفض الحوار اليمني ومخرجاته المصابة بالشلل والإعاقة منذ ولادتها الغير شرعية .

 

من المؤكد أن أشباه الرجال في نظام الاحتلال يعيشون خيبة واسعة نتيجة لفشل مخططهم وفضحهم من قبل وسائل الإعلام الدولية التي تعاملت مع أحداث عدن بحيادية تامة ونزاهة ومهنية ممتازة .

 

وهنا يجب أن نسأل هؤلاءِ القتلة الا يكفيكم جرائم وقتل وشرباً للدماء ؟ ألا تخجلوا أيها القابعون في كهوف صنعاء مما تفعلونه من قتل جماعي وإبادة شعب يأبى الطغيان ؟

 

آن لكم أن تدركوا تماماً بأن هذا الشعب الذي قذفتموه بالنار والقنابل وهو يصلي لله رب العالمين لن يركع أبداً لله لمن خلقه ، وسيكون حمماً على كل المعتدين .