هي مليونية جديدة في طريقها إلى التدحرج إلى عاصمتنا عدن من كل مناطق ومدن ووديان وشعاب الجنوب المحتل ، تحمل هذه المليونية في أمواجها المنطلقة من كل الجنوب مزيداً من التحدي والإصرار والعزيمة المتوقدة التي لم يستطع المحتل بكل جبروته أن يخلص إلى إخماد شيئاً يسيراً منها .
تأتي هذه المليونية الحاسمة كما أطلق عليها الجنوبيون ، في ظل استمرار المجازر اليومية بحق أبناء الضالع وحضرموت من قبل المحتل الغاشم الذي على ما يبدو أنه يعيش رمقه الأخير على تراب الجنوب المشع بسالة وشجاعة لا يكاد أن يجد لها الواحد أي نظير في جميع الأقطار العربية والإسلامية بل وحتى العالمية .
شعب الجنوب يسطر يومياً أروع الملاحم البطولية الفذة التي تحكي أصالة وحضارة هذا الشعب الممتد إلى عمق التاريخ الإنساني القديم .
ولعل ما شاهدناه من صمود فتاة جنوبية باسلة في وسط غابة مملوءة بالوحوش المفترسة التي كانت تعبث بهذه الفتاة الجنوبية الواضعة على رأسها علم الجنوب المحتل ، خير دليل على أن هذا الشعب المغوار لن يسكت أبداً على تمرير مشاريع " البسكويت ابو ولد " التي تحمل في جوهرها أنتقام شديد من إرادة شعب الجنوب .
لعله من المضحك لكل متابع للشأن اليمني الذي تغطيه سحابة سوداء نتيجة لصراع المتنفذين المحتدم على كرسي الحكم ، يضحك المرء حينما يسمع من بعض المتقولين يصرخون بأن شعب الجنوب أصبح يؤيد فكرة المشاريع التقسيمية التي أتت معلبة إلى صنعاء دون أن يتسنى لصناعها أن يضعوا لها مواد حافظة لفترة لا بأس بها .
واهمون هم من يعتقدون بأن الجنوبيين غير جديين في مسألة تقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية التي باتت على مشارف عدن تنتظر إذن الجنوبيين لها بالدخول عزيزة كريمة شامخة .
نأمل ممن يلبسون نظارت سوداء أن يشاهدوا يوم 21 فبراير دون نظارات تحجب الرؤية الحقيقية وتعطيهم رؤية مزيفة للأحداث والوقائع التي تجري على أرض الجنوب يومياً .
خلال هذا اليوم - 21 فبراير - القادم سيسطر أبناء الجنوب من جديد مشهد عظيم يعلنوا فيه رفضهم للأقلمة وما شابهها من مشاريع لا تحقق لأبناء الجنوب هدفهم المنشود المتمثل بالتحرير والاستقلال .
غير أن المحزن هو ما يطرأ على بعض الوسائل الإعلامية من إجازة دائماً ما تأتي مع مليونيات الجنوب ، من خلال تعتيم إعلامي لا مثيل له يراد من ورائه تزييف الإرادة الجنوبية وعدم إخبار العالم بحقيقة الأمور في الجنوب .
بيد أن الجنوبيين قد أعلنوها عتموا أو لا تعتموا فلن تفلحوا في تغيير مسار أبناء الجنوب ما دام أن هناك جنوبي تدب في نفسه الحياة على أرضه التي قتلتموها بجرائمكم المتتالية.