الكبّة هي شقيقة الهبة وهي أكبر منها عمراً كما يقول أحد مقادمة حلف قبائل حضرموت ؛ والكبّة باللهجة المشقاصية البدوية هي دعوة بالشر لمن سائك فعله أو لم يحسن التصرف في أمراً ما .
بدأت الهبة الشعبية في أول يومها بانتفاضة عارمة في كل المدن والقرى الجنوبية بشكل عام ، ولكنها وبعد مرور أيام عليها بدأت تتصاعد هذه الهبة من المربع السلمي إلى مرحلة الكفاح المسلح ضد المعتدين في بلاد الجنوب .
ومنذ أن بدات المواجهات في حضرموت ثم انتقالها بشكل سلس إلى بقية المحافظات الجنوبية اكتسبت الهبة الشعبية صبغة جديدة في مراحلها المتصاعدة ، وباتت تقترب من مرحلة الكبّة التي هي أشد ضراوة من شقيقتها الضغرى الهبة ، وأعنف على الأعداء بشكل لا يتصور !
في ظل أقترابنا من الكبّة الشعبية لازال النظام الصنعاني يمعن في الجنوبيين قتلاً وتنكيلاً وخراباً ودماراً ؛فبدلاً من أن يستجيب لمطالب الجنوبيين المشروعة راح يكرس جرمه وعدوانه بشكل فظيع .
ولا أدل على ذلك مما يحدث في الضالع الباسلة التي يشن عليها الجيش اليمني حرباً شعواء وقصفاً عنيف بمخنلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة منذ أكثر من أسبوعين على التوالي ، حيث أشتدت وطأة هذا القصف في الأيام الأخيرة لنهاية ما يسمى"بالحوار اليمني "،وكأنهم يريدون أن يرسلوا رسالة تكون خلاصة لهذا الحوار ، مفادها أن نتائج الحوار هي دمار وخراب وقتل للجنوبيين ! ربما يكون هذا ما أتفق عليه المتحاورون في صنعاء ، وهي النقطة التي يجتمع عليها الجميع من قوى النفوذ والظلم والاستبداد دون استثناء .
التجاهل المتعمد لغليان الشارع الجنوبي سيعجل بمجيء الكبّة لأخذ المجرمين بعيداً عن أعيننا ، وما سمعنا به من عمليات بطولية تشنها المقاومة الجنوبية للرد على الجرائم المتتالية للجيش اليمني بحق أبناء الضالع خير دليل على ولوجنا في مرحلة الكبّة التي ستعصف بالطغاة في كل أرض الجنوب .
من المخجل لبعض القوى أن تتحدث عن حلول وسطية - كما تسميها - لقضية شعب الجنوب ، في ظل وجود حمام دم لا زال يرسل موجات متسارعة من دماء الأبرياء التي تسفك في سناح وفي مدن الضالع المختلفة ؛ كيف يستطيع الجنوبيون اليوم أن يوافقوا على حلاً يعمل على بقاء المجرمين في هرم السلطة ؟ من المستحيل أن يكون هناك حلاً لهذه القضية الجوهرية بمنأ عن الجنوبيين وإرادتهم المطالبة باستعادة الدولة .
كلما أمعن هؤلاءِ المحتلين المجرمين في قتل الجنوبيين، كلما ساعد ذلك في التعجيل بأنتشار المقاومة الجنوبية التي تأتي بعد تجاهل العالم لمطالب شعب الجنوب وخياراته .
من الهبة بدايتنا ، وإلى الكبّة أنتهينا ، وقريباً إلى الغُبّة سنصل .. فلا سعادة لمجرمي الحرب ، ولا حياة للأعداء على أرض الجنوب .