جوبا وصنعاء الحال من بعضه

يا قوم لا احد يستطيع ان يخوف شعب الجنوب العربي بما يحصل في جمهورية جنوب السودان الوليدة لان الجنوب العربي ( حضرموت الطبيعية ) لا تشبه لا من قريب ولا من بعيد جنوب السودان

جنوب السودان يشبه اليمن ( الشمال ) تماما فهو مجتمع رعوي قبلي متخلف لم يعرف المدنية ولم يعرف من الدوله الا قشورها , وتحكمه اسوأ الاعراف والعادات القبيلة , اعراف ما قبل التاريخ .

لم توجد في الجنوب العربي سجون تابعة لمشائخ في الماضي , ولا توجد مثل هذه السجون في الحاضر , ولن توجد في المستقبل .

اما في جمهورية جنوب السودان وجمهورية اليمن ( الشمال ) فلدى كل شيخ قرية او قبيلة سجن خاص يسجن به يشاء من الرعية , من يصدق ان هذا موجود في القرن الحادي والعشرون , هذا اغرب من الخيال ولكنه حقيقة واقعة .

في الوقت الراهن تدور حرب قبيلة بين قبائل الدنكا وقبائل النوير في جمهورية جنوب السودان وفي الوقت نفسه تدور حرب مشابهة لها في اليمن ( الشمال ) .

خلال هذه الايام نسمع ونشاهد الحرب الطاحنة على مشارف صنعاء عاصمة اليمن ( الشمال ) , ومن لم يشاهد هذه الحرب فليذهب الى طبيب عيون ويعالج عينيه من الرمد وينزع عنها الغشاوة , ومن لم يسمع بهذه الحرب فليذهب الى طبيب انف واذن وحنجرة وينظف اذنية ويعالجها من الصمم , فحال جوبا هو من حال صنعاء .

اما حضرموت الطبيعية ( الجنوب العربي ) كان دولة بما تحمله الكلمة من معنى , كان دولة لها حضورها في المحافل والمنظمات الدولية والاقليمية , وكان عضوا غير دائم في مجلس الامن الدولي عام 1989م , ودخل الوحدة ( المبركة ) وهو عضو بمجلس الامن الدولي ممثلا للمجموعة العربية انذاك .

وقبل هذا وذاك كان للجنوبيين ( الحضارم ) شرف نشر الاسلام في اصقاع المعمورة من شرق اسيا الى شرق افريقيا , لم ينشروه بحد السيف بل نشروه باخلاقهم العالية وامانتهم وصدقهم وتعاملهم الحسن , هذا التعامل جعل شعوب شرق اسياء ( شعوب الملايو ) وشعوب شرق افريقيا يدخلون في دين الله افواجا , تلك الشعوب تمثل اكثر من نصف عدد المسلمين على وجه هذه المعمورة .

ومن هو ناسي او تناسى عليه مراجعة التاريخ