قبل بداية الهبة الشعبية استبشرت خيرا بخبر انضمام كلا من فصيلي الحراك الجنوبي العظيم في هيئة تنسيقية واحدة تشرف على إدارة جماهير الهبة في كلا من مدن وحواضر حضرموت , وفي الجانب المقابل سررت بفشل وإخفاق التكوينات اليمنية وفروعها المفرخة حتى تلك التكوينات المجهرية التي حملت أسماء حضرمية زائفة في تحيق أي شيء .
نجاح يقابله فشل في الفريق الآخر ..
تلك هي سنن العدل ..
وذلك الحق وذاك الباطل .. كل نال ما يستحقه ..
في الحقيقة لم يكن النجاح في تكوين الهيئة التنسيقية التي أعلن عنها في مساء الثلاثاء المواق للـ 17 من ديسمبر 2013 سوى بشارة خير أولى كنت واثقا جدا بأن ثمة مخاض عظيم خلفها فذلك النجاح حمل في مضمونه انتصار عندما سما قياديي فصيلي الحراك على خلافاتهم وجعلوا من الهبة الشعبية هدف ولحضرموت ولاء وللجنوب عامة انتماء فاق كل الخلافات التي طالما آلمت الحالمون بالوطن .
ان تلك الصورة للهيئة التنسيقية بصفها المتنوع والمنسجم لم تكن سوى صورة لـ قمة الجبل الذي انحسرت عنه المياه في يوم الغضب 29/12/2013 بولادة طال انتظارها عندما تمكنت عدسة المصور الابرز في تاريخ ثورتنا (رشيد عوض بن شبراق ) من التقاط صوره لكلا من القياديين أحمد بامعلم وفادي باعوم يتشابكون الأيادي بحرارة وإصرار ويتقدمون الصفوف قدما للعبور نحو الوطن , ذلك الوطن الذي يراه الحالمون في الأفق ولم يكن يحول دونه سوى خلافاتنا ..
حضرموت أولا ..
تأتي حضرموت بحجمها الجغرافي والإنساني والسياسي في الصلاح والمبادرة دائما في المقدمة من منطلق المسئولية تجاه بقية محافظات الجنوب التي طالما كانت السند لبعضها البعض على مدى التاريخ , وانطلاقا من مسئولية (حضرموت أولا) فقد أعلن في المكلا عن مبادرة تيار مثقفون من أجل جنوب جديد لأجل توحيد القيادة الجنوبية والتي شكلت لجنة تحضيرية بحضور حشد كبير من النخب الجنوبية في 21/9/2013 والتي لقيت ترحيبا فاق التوقعات من جميع القوى السياسية الجنوبية في الداخل والخارج .
في ذات السياق تأتي صورة المناضل الشيخ أحمد بامعلم والمناضل الأستاذ فادي باعوم بقبضتين وثيقتين كـ مانشيت عريض لخبر ما زلنا بانتظاره وهو ( توحيد القيادة الجنوبية ) .. المانشيت قد كتب والصورة جاهزة ولم يتبقى سوى التفاصيل للعبور نحو الوطن .. أيها السادة ان ذلك هو التوصيف الحقيقي لمصطلح ( حضرموت أولا ) ..
أولا في الحلول
أولا في الصلاح
أولا على الطريق الصحيح للتحرير والاستقلال والخلاص ..
أولا في البراء من الاحتلال وأدواته تلك الأدوات التي طالما تشدقت بجملة ( حضرموت أولا ) ووضفتها لتمزيق الصف الجنوبي وتنفيذ أجندات أسيادها في صنعاء .
والآن .. أيها السادة .. بعد هذه النجاحات التي كشفت عن فصل من فصول هبتنا الحضرمية الخالدة .. فلتنطلق رياح الجنوب من حضرموت لتوحد كافة القوى في سائر أرجاء حضرموت الكبرى من المهره الى باب المندب .. في تيار سياسي واحد يصدح بأسم الشعب في أعلى منابر العالم ..
ليستمع العالم بأسره لحكاية الثورة ..
وأهلا بالوطن ..
الختام ..
لا يسعني في الختام إلا توجيه ثلاث رسائل هامة ..
الأولى :
إلى الشيخ عمرو بن علي بن حبريش ..
إلى ذلك الشيخ الشاب في وادي نحب ..
في مقتبل العمر ..
ذلك اليتيم الذي اغتيل أباه على أيدي قوى الاحتلال في 1997م ..
ذلك المكلوم بعمه سعد بن حبريش الذي اغتالته قوى الاحتلال ..
ذلك الشامخ الذي لا تفيه الكلمات ولا الحروف حقه الذي قبل بتحمل مسئولية قبيلة الحموم العظيمة في أصعب ظرف تاريخي تمر به القبيلة , عندما قدمته الوعول الحمومية لتقدمة القبيلة بعد عمه الشهيد سعد بن حبريش , تقدم ذلك الفتى مرغما ليكون خلفا لأبيه ثم عمه ولي للدم والقبيلة من بعدهما .. وحاملا لمسئولية الهبة الخالدة ..
نتقدم له بالعزاء الحار والخالص في وفاة والدته رحمها الله التي وافتها المنية في يوم 26 ديسمبر وهو في خضم الهبة وزخمها ..
فرحم الله والدتكم وأحسن الله عزائكم ..
ووالله الذي لا اله إلا هو إننا معكم بالجهود والقلوب والمال والولد حتى ينصركم الله على البغاة وقوى التكبر والغطرسة ..
الثانية:
إلى شهداء التحرير في الضالع .. نسأل الله أن تطيب منازلكم في الجنة بين الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ونعلمكم أن ثمن دمائكم لن يكون شيء آخر غير الوطن كاملا والسيادة غير منقوصة .
والثالثة :
للقميئين على قارعة طريقنا نحو الوطن ..
بئسا لكم .. خاب زرعكم ..