الحراك وسلمية الثورة والمستثمرين فيها

2013-11-20 13:40

في كل ثورة يحدث تشعبات وتقسيمات بين من يقومون بها , فنجد احيانا ان الثوار يختلفون في اشياء ويتجادلون فيها مع انهم متفقون في الفكرة الرئيسة والهدف الذي انبثقت منه الثورة , فهناك ثورة سلمية وايضا ثورة كفاحيه يختلف الامر بين تلك الثورتان ويختلف المصير في نهج الثوار فسلميه صدور عاريه تخرج مطالبه حقوقها المنهوبة والمغتصبة بينما ثورة الكفاح فخروجها يعني اندلاع الحرب واسترجع ما اخذ بالقوة.

 

الجنوب عاش ثورتان الاولى بدأ بها بالكفاح والاخرى بالسلمية فعندما بدأ بثورة الكفاح المسلح كانت 14 اكتوبر 1963 ضد المستعمر البريطاني عندما انطلقت اول شرارة من جبال ردفان الابي معلنة فيها ما اخذ لا بد ان يرجع ولو بالقوة كانت تلك الشرارة انبثاق فجر جديد ولدولة جديدة دولة جمهورية الجنوب العربية الشعبية وغنموا بدولتهم واستعادوها من مستعمر بريطاني بينما الثورة الثانية كانت ثورة سلمية وانفجرت شرارتها 2007م عندما خرج شعاع الحراك السلمي وكان ميلاد جديد لاستعادة دولة جهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي اندمجت في وحده اندماجيه مع شقيقتها الجمهورية العربية اليميه.

 

الحراك الجنوبي انطلق وكان شعاره التحرير والاستقلال وكان يمثل الكابوس الذي خيم على عصابة صنعاء عندما كان المخلوع صالح يترأس الدولة ارعبهم صوت الجنوبيين وتزايد المؤيدين يوم بعد يوم فأستخدموا كل انواع القمع والتعسف , ولكن دون جدوى فشعب الجنوب اقوى مما كانوا يتخيلون وكان صامدا استطاع ان يبرهن للعالم بان الثورة السلمية للحراك الجنوبي ثورة تواجه كل انواع القمع والقتل ولكن الشعب صامد ومتماسك فاستعادة دولة الجنوب واجب وان سالت في هذا المطلب الآف الجثث وعشرات المعتقلين والجرحى.

 

شعب الجنوب صامد وثورة كل يوم تكبر عن سابقها حتى بدأت التشعبات وبدأت التفريخات وبدأ الحراك يتجزأ الى مكونات وفصائل, هنا بدأت الثورة السلمية تأخذ طابع ونهج الاستثمار لبعض الاشخاص الذين انظموا الى  الحراك لكي يفسدوه ويتكسبوا من خلال ذلك باي شكل من الاشكال .

 

اصبحت سليمة الثورة يطاردها استثمار غير مشروع وأصبح القزم يتطاول على الثوار الحقيقيين ويتفنن في توزيع صكوك الثورة والثوار, وهنا بدا الاختلاف وبدأت الاقنعة تتساقط الواحد تلو الاخر وضلت الثورة تحت عنوان (الحراك وسلمية الثورة والمستثمرين ) وضل الشعب في حيرة من امره , ما بين زعيم وشرعي وقائد ومناضل وكل هذا ونحن لازلنا في بداية الطريق , وان جاز لي القول فإن البداية كانت مشرفة والنهاية مؤسفة.