دائماً يأخذنا شغف المغامرات للبحث عن حقائق تعمد الكثير إخفاؤها عن الرأي العام متعمداً في ذلك نظرية التشتيت بأخبار مغايرة عن الحقيقة التي يجب ان تظهر ليعلم الجميع الى أين تتجه الأوضاع والى اين تأخذنا المعاناة القادمة فما كل تلك الصراعات إلا بداية فصول دراماتيكية طويلة ..
قد يختلف البعض في طريقة بداية تلك الأحداث ليتفقوا في سيناريوهات تكتبها النهايات فجمعيها تصب في بحر المعاناة والحرمان وحمامات الدم التي كتبتها بداية الحرب وقد تختمها نهايته ولكن دعوني هنا أعيد إليكم مجريات الحرب في اليمن وتوحد التحالف العربي مع شرعية الرئيس هادي ضد الانقلابيين ..
طوال 16 شهر واليمن مستمر في حرباً دامية طوال 16 شهر والمليشيات الإنقلابية تستمر في الانتهاكات ضد المدنيين بدايتها في المحافظات الجنوبية قبل التحرير ونهايتها في المحافظات الشمالية رغم الضربات الجوية التي شنتها طائرات التحالف على ترسانة الأسلحة التابعة للمخلوع صالح الا ان المليشيات لازالت تتغذى بأحدث الأسلحة ..
في 17 فبراير 2016م ظهر الرئيس المخلوع صالح مخاطباً الكل على قناته اليمن اليوم قائلاً " تعتقدون أن عتادنا قد انتهى منتهاش لايزال لدينا مخزون أسلحة يكفي ل11 سنه حرب " جميعنا سخرنا من تلك العبارة فكيف للمخلوع ان يملك سلاح يكفي لإطالة الحرب وترسانته دمرت كليا حسب تقارير عسكرية لم يخطر على بال احد ان هناك شفرة كانت تختبئ وراء جملة صالح هي " تهريب الأسلحة "
نعم " تهريب الأسلحة " هو ماكان يقصده فبعد ضبط المقاومة الجنوبية "كتائب المحضار" شحنة أسلحة كانت على متن مركب بحري " الزعيمة" في باب المندب بدأت الصورة تتضح رويداً رويدا كمية تكفي سنة كاملة لجبهة مشتعلة في مركب واحد واعتراف صاحبة انها الحملة السابعة يعني ان التهريب مستمر منذ شهور وعشرات المهربين على لسان طاقم "الزعيمة " يدخلون في الشهر الواحد عشرات المراكب تحمل أسلحة متطورة ..
ليس هذا فحسب بل بعد الحصول على معلومات مؤكدة بتهريب أسلحة ومشتقات نفطية من ميناء البيضاء في منطقة بالحف شبوة بكميات كبيرة إضافة الى محافظة المهرة المعقل الرئيسي والمنفذ الطبيعي لمرور أسلحة ومشتقات نفطية منذ بداية الحرب للمليشيات وهنا نقف جميعنا لنربط مخزون 11 سنه حرب بتلك الأسلحة المهربة شبه يومي ..
مما لاشك فيه أن الحرب لم تبدء بعد والأهم من كل ذلك المعلومات التي توصلنا إليها من بعض قيادات المقاومة والجيش في جبهات القتال وتحديداً (البيضاء ؛الزاهر؛ مكيراس؛ بيحان؛ كرش؛ كهبوب؛ باب المندب) تؤكد ان المليشيات تستخدم أسلحة مطورة لم تكن معها في بداية الحرب وأحدث تلك الأسلحة صواريخ " تاو" وأخرى لم يعرف جميع القيادات نوعها بعد ..
إيران ليست الداعم الأول لتلك للمليشيات فالمخلوع صالح يملك أوراق كثيرة ودول إقليمية أيضاً تمدة بالدعم ولو عدنا الى بداية 2000 الى 2004 لوجدنا صفقة اسلحة قدرت بمليار الدولارات اشتريت عبر نظام صالح من دول شرق اسياء ولم تدخل اليمن منها الا كمية بسيطة ليس هذا فقط بل تواطئ دولي في تهريب معظم تلك الأسلحة لصالح من بين تلك الدول جيبوتي وخفر سواحلها الذي يحمي شحنات التهريب حتى خروجها من القرن الأفريقي تجاة المياة اليمنية ..
معلومات مفزعة تشير ان المليشيات الإنقلابية تحصلت على صفقة سلاح خطير جداً إضافة الى أجهزة تعقب ورصد لم تستخدم الا في الحرب الأخيرة بالعراق تمر تلك الشحنات دون يحرك التحالف العربي و الحكومة ساكناً فالمنافذ التي يتخذها مافيا التهريب تحت سيطرت قوات التحالف والشرعية ولكن تمر مرور الكرام وتصل إلى المليشيات حسب أفادت طاقم " الزعيمة" المقبوض عليهم في باب المندب ..
ضمن التحقيق الصحفي الذي أجري حول تهريب الأسلحة والمركب التي ضبطت محملة بالأسلحة متجهة الى طريق المخاء توصل التحقيق الصحفي الى عدة حقائق مرعبة منها تواطئ لتجار اسلحة جنوبيين ومسؤولين شماليين يعملوا في حكومة الشرعية في إتمام تلك الصفقات ف المردود منها ملايين الدولارات "فتجار الحروب لا دين لهم " فالحرب التي ننتظر نهايتها تأتي من الخلف مجدداً لتعلن على بداية جديدة نجهل ملامحها لنطرح تساؤل بماذا استعد الجنوبيين لها ؟!
حقائق مرعبة المليشيات الإنقلابية تنتظر قرار وقف قصف الطيران لتنقض للبدء في حربها الحقيقة ؟!