ظـلــم يخنــق صحيفــــة الأيام
سمير عبدالرحمن الشميري
الذين يرفضون الســير في طريق النفاق ولا ينخرطون في موكب الولاء للسلطان , يتعرضون للبطش والتنكيل ولعذبات بئيسة ومعاملات دنيئة أكثرها بعــداً عن الكرامة والآدميــــــــــة , مثل :
الموت أو الاغتيال , أمراض وإعاقات مستديمـة , المؤاذة والتطفيش , التهميش , التهديد والوعيد , الاعتقال والســجن , التعذيب , الإقصاء من الوظيفة أو الفصل من العمل ( خليك في البيت ) , المحاربة في الرزق والتضييق ومصادرة الأموال والممتلكات بطريقة قاسية , الاعتــداء الجــسدي والعنف الرمزي والمعنوي , الاتهامات الكيدية والتجريم , المحاكمة الظالمة , التشكيك في الهوية , المنع من التنقل والسفر , سحب ومصادرة وثائق الهوية الشخصية والعائلية , عدم تجديد جواز السفر والبطاقة الشخصية والعائلية , القــذف والإهانات والفبركة والنميمة والتحرش بأفراد العائلة ومضايقتهم , المراقبة الصارمة للحركات والعبارات والتصرفات والإيماءات الجســدية والروحية , فض مغاليق المراسلات واقتحام المحرمات , التصنت على المكالمات الهاتفية , اختراق البريد الإلكتروني وتدمير المحتويات , زرع أحاسيس الفزع والوحشة والرعب في قلوب الشجعان , تقديم الإغراءات طبقاً لمنهج إفساد من لم يُــفســد.
فكل هذه الوسائل والأساليب الممقوتة تعرض لها المرحوم هشام باشراحيل وشقيقــه تمام وأبنائه هاني ومحمد وباشراحيل وعائلته الكريمة وأسرة صحيفة " الأيام " , لأنها صحيفة غير جبانة ولا متملقــــة .
عــليّ دين أخلاقي أود الجهــر به ألا وهو , أنه من الصعب السكوت عن الظلم الذي لحق بصحيفة " الأيام " , التي عانت من الأذى والويلات والاعتـداءات الغاشمــة والتقارير والوشايات الحاقــدة , وارتكبت الأجهزة أخطاء بشعة ضــد صحيفة " الأيام " ودمرت صوت الصحافة الحُـــرة وخربت وأفســدت حرية الرأي , ذلك لأن الأيام كانت تحــذر من مخاطر الطغيان والشمولية وتشير بسبابتها إلى الخروم والسلبيات وإلى اتساع رقعة الفساد المتوغل في عصــب الدولة . لقد تصرفت الأيام بمهنيــة عاليــة وانتصرت أخلاقياً غير آبهة بالأراجيف والأكاذيب الســامة ولا بنيران الطلقات القاتلة التي وجهت إلى رأسها .
ســــيدي الرئيس : هناك جُبــــناء وأوغاد يدافعون عن الأيام ويطعنوها من الخلف ,إنهم يمارسون سياسة الثعالب , لأنه كما قال الشاعر أحمد شوقي :
مخطــئ من ظــن يوماً أن للثعلب دينا .
إننا نحب ترابنا الوطني وأهلنا ولا نريد أن تموت النبضات الحيــة أمام أعيــــننا , فأخــلاقيات " الأيام "ونهجها يلم الشمل ويوحدنا على الهــم العام ويكشف العيوب والأمراض التي تمزق نسيج وحـــدة المجتمـــع على عكس نهــج العصابات المــدمرة للعمران , فالفاسدون يحملون جرثومة الفناء لكل ما هــو طاهر ونقي في حياتنا ويقودونا إلى مزيد من التشظي والتفتت .
إن الوقت يمــر بســرعة وننتظر رد الاعتبار "للأيام " نريد العدالة والحــق , نريد تمزيق حبال الظلم التي تطوق عنــق صحيفة " الأيام " .
لقــد فعلت الحكومة خيراً عندما قررت تعويض صحيفة " الأيام " , ونتمنى أن ينفــــذ هذا القرار بأسرع ما تيسر من الوقت .
ســــــيدي الرئيس : نريد منك البسالة والشجاعة وكلمة حــق تعيــد " للأيام " رونقها وكرامتها في زمن غير أصيل ,وأن تكون أمثولة في المدافعة عن الحق ونصــــرة المظلومين , فمن العيـــب في فترة رئاستكم أن تظل صحيفة " الأيام "مغلقة ومجرجرة في المحاكم ومقموعة , قابعة فوق الأشواك والمسامير , ومن العيب أن يظل المظلوم أحمد عمر العبادي المرقشي مسجوناً على خلفية قضية كيدية تعرفون تفاصيلها وأسرارها منـــذ 12/2/2008م .
نريد أن تنتصر إرادة الشجعان على إرادة الثعالب وإرادة الحق والقانون على إرادة الفوضى والفساد وإرادة الحرية على إرادة القمع , فالقوة كما يقول الزعيم الهنــدي المهاتما غاندي :
(( لا تأتي من الإمكانات الجســــدية بل من عزيمــــة الإرادة )) .
ســـــيدي الرئيس : نريد منكم قراراً صريحاً يلمع في ظلمة دامسة يرفع الظلم عن صحيفة مجروحة في الصميم دمرها العنف والتغليظ وعبثت بكرامتها نفوس مريضة مشحونة بالفساد والحقد والحســد والكراهية .
فالحوار الوطني يحتاج إلى خطوات تمهيدية وجريئة في الفضاء العام تعيد الثقــة للنفوس المنكســرة في الجنوب والتراب الوطني , ومن ضمــن هذه الخطوات النجيبــة رفع الظلم عن صحيفة " الأيام " , وتعويضها بشــكل عادل عن الخسائر المادية والمعنوية التي تكبدتها منــذُ عام 2008م .
إننـــــا ننتظر القرار الشجاع الذي يعيـــد للأيام نضارتها ووهجها للمساهمــــة في عمارة الأرض ونهضــــــــــة العقــل وتشــكيل الرأي العام النابه والمتبصـــــر .