إلى صديقي القيادي البارز في الحراك الجنوبي الشاعر الكبير علي الوحيش:
الذي أهداني صباح اليوم باقة جديدة من أخر إشعاره الهادفة والجميلة مع صورة مذهلة جدا لرتل من الآليات وأفواج هائلة من البشر وهم ينطلقون على ما اعتقد من قمم جبال يافع الشموخ والكبرياء , صوب العاصمة عدن ثغر الجنوب الباسم , تقول كلماتها :-
عشت يا شعب الجنوب المناضل ثورتك خطت طريق الشبـاب
في ميــــــــــادين النضال العنيدة قال بو ناصر كتبنا الخطــاب
أجمل ما أعجبت برؤيته وسماعه, وما كنت وغيري كثيرون نتمناه من زمان , هو ما أوردته يا صديقي العزيز وشاعرنا الكبير حين قلت في مقدمة القصيدة :
{{عشت يا شعب الجنوب المناضل ثورتك خطت طريق الشبـاب}} .
هذه العبارة أو الجملة ذات الدلالات الكبيرة ومدى أهميتها وتأثيرها ايجابيا على مستقبل القضية الجنوبية أبدعت كعادتك .. وحقيقة هذا ما نتمناه هو أن نترك الفرصة للشباب وان نؤمن بالتغيير أن يتم عندنا مثلما ننظر له في مناطق ودول أخرى ونتفلسف عنه وإحداثياته عندما يجري عند الآخرين !
آن الأوان أن نقر ونعترف أننا بحاجة إلى التغيير و"تشبيب الحراك" لنخرجة من ربقة الخصصة والشخصنة التي عانا منها كثيرا هذا أمر منطقي وموضوعي تتطلبه متغيرات العصر والمرحلة الراهنة التي تشهد فيها منطقتنا العربية موجة عاصفة من رياح التغيير التي تعرف ب"الربيع العربي" رغم أننا كنا سباقون في الجنوب بانطلاقة الحراك الجنوبي منذ العام 2007م , نحن جزء هام في المنطقة نؤثر ونتأئر بما يجري فيها - ومطلب التغيير الذي تنشده شعوب المنطقة العربية التي عانت كثيرا من رجس وهيمنة الأنظمة العائلية الديكتاتورية الفاسدة المتهاوية , مطلب مشروع وحق قانوني تكفله حقوق الإنسان والقانون الدولي وتسنده كل شعوب العالم المتحضر!
لذلك ومن هذا المنطق , من الطبيعي أن نستجيب لرغبة وتطلعات شعبنا في الجنوب وحقه في تقرير مصيره واستعادة وبناء دولته "الاتحادية الديمقراطية" في جنوب جديد "حر وامن ومستقر" تقع مسؤولية تحريره وإعادة أعماره على الجميع ويتسع للجميع , وان ندع "القيادات التاريخية" تستريح ، وأي تاريخ خلفته لنا "مع الأسف" غير التاريخ المأساوي الأليم , منذ 50 عام وحتى اليوم – حيث سقط خلال هذه الحقبة وسحل واختفاء واعدم وشرد عشرات المئات والآلاف في هذه الحقبة "السوداوية الكأدى" مقارنة مع ما سقط خلال ما يسمى حرب التحرير من (14 أكتوبر 1963- 30 نوفمبر 1967م) وربما عن طريق الشطط السياسي والنزق الثوري المتطرف في حرب "التحرير" مع قوات الانتداب البريطاني ربما لا يتجاوز عدد أصابع اليد وأكثرهم سقطوا في الحرب الأهلية بين الجبهتين "القومية والتحرير" المتصارعتين على استلام السلطة في الدولة الجنوبية الفتية من دولة الانتداب البريطاني السابق .
ولقلتهم أي "الشهداء" مع احترامي لتضحياتهم النبيلة كنا نطلق أسماء بعضهم على أكثر من منجز ومنشأة وتشكيل وأكثر - مثلاً أسم "عبود" كان مسمى به "لواء عبود" و"مستشفى عبود" و"ثانوية عبود" و "معسكر عبود" وغيره من المدارس والعيادات والشوارع والإحياء والمزارع والسفن والزوارق والمحال الخ!
ومثله الكثير من الشهداء البارزين ممن كانت تتكرر عملية أطلاق أسماءهم على العديد من المؤسسات والمنشآت والتشكيلات وغيرها من المسميات التي أطلق عليها أسماء شهداء آخرون مثل "لبوزه ومدرم وبدر وملهم وعباس وعبد القوي" وآخرون.
هذه حقائق لا ينبغي أن تطمس وآن الأوان أن نكشفها لأجيالنا حتى نستطيع أعادة كتابة التاريخ كما هو وكما جرت وقائعه وإحداثياته !
وآن الأوان أن نقول للأشقاء والأصدقاء أن عملية "التغيير" بدأت عندنا في الجنوب منذ اليوم {{14 أكتوبر 2013}} وبعد خمسة عقود من الديكتاتورية والتسلط الفردي والشمولية الحزبية والاحتلال الوحدوي الـــــــــخ .
وأن عهدا جديدا بدأت اشراقات صباحياته الأولى المنشودة تلوح في الأفق ، على ايدي هذا الجيل الجديد من "شبيبة القرن الحادي والعشرين " الواعدة بأذن الله .
أعجبت كثيرا بنجاح المليونية الذهبية بالذكرى الـ {50} لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة الذي شهدته ساحة الحرية بمدينة خور مكسر ورعاه ونظمه وأداره مجموعة من النشطاء الشباب في الحراك الجنوبي برئاسة الناشط السياسي في الحراك الجنوبي الدكتور/أحمد العسل ورفاقه في الجنة التحضيرية الشبابية وأعجبت وغيري كثيرون بالبيان السياسي الصادر عنها.
حيث أصدرت اللجنة التحضيرية لمليونية اليوبيل الذهبي للذكرى الخمسين لثورة الـ(14 أكتوبر 1963م) المجيدة , البيان السياسي عن هذه المليونية التي تعد الأولى من نوعها في تاريخ الجنوب والحراك الجنوبي من حيث المشاركة الجماهيرية الكبيرة من مختلف محافظات ومناطق ومدن وأحياء وقرى الجنوب . وشاركت فيها كافة قوى ومكونات الحراك الجنوبي وكذا من حيث التحضير والأعداد والتنظيم الجيد الذي تولاه قطاع الشباب في الحراك الجنوبي من خلال اللجنة التحضيرية الشبابية برئاسة الشاب الناشط السياسي الدكتور/ أحمد عبدالله العسل والذي شاركه رفاقه في اللجنة التحضيرية بكل كفاءة واقتدار، ما جعلهم محل أعجاب واحترام كل من شاركوا في هذه الفعالية الذهبية الكبرى وكل من استمعوا الى نص البيان , الذي لأول مره خلاء من مفردات الشخصنة وتمجيد الأفراد , واضعا قضية الجنوب وتحرره واستعادة دولته تسمو وتعلو فوق كل اعتبار.
لكنني حزنت كثيرا وتأسفت جدا وغيري كثيرون ممن استمعوا لنشرة أخبار التاسعة مساء لقناة "عدن لايف" التابعة للسيد علي سالم البيض أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني سابقا 1986- 1994م ونائب الرئيس اليمني المخلوع سابقا 1990-1994م , عند استعراضها للبيان الصادر عن اللجنة التحضيرية الشبابية لمليونية اليوبيل الذهبي للذكرى الخمسين لثورة الـ(14 أكتوبر 1963م) المجيدة .. حيث أقدمت على حشر أسم الأستاذ "علي سالم البيض" في الفقرة الرابعة الذي لم تتضمنه ولم يشير إليه النص الرسمي والنسخة الأصلية التي تم تلاوتها في المهرجان ووزعتها اللجنة التحضيرية على وسائل الأعلام , وبهذه السرعة التي جرى فيها تزوير وتحوير ونسب هذا الجهد إلى من يحلو لهم تسميته ب"الرئيس الشرعي" في اقل من سويعات في وقت ما زالت فيه الجماهير تواصل الاحتفال ولم تبارح ساحة الحرية بعد !
حزنت كثيرا , كم هو سهل عند هذه البطانة السيئة المحيطة بالرجل في أن تستهبل عقول هذه الأفواج البشرية الهائلة ممن شاركوا في هذه المليونية الكبرى واستمعوا للنص الأصلي للبيان الذي أعجبت به الجماهير الجنوبية قاطبة .. وأشفق على الأستاذ/ علي سالم البيض من ذوي السوء لبعض النفوس المنافقة والمريضة ممن جبلوا على الكذب والزيف والتضليل واستهبال "أبا عدنان" مع الأسف الشديد ممن أضرت مغامراتهم الطائشة ونزقهم الصبياني المتطرف بنسيج الوحدة الوطنية الجنوبية !
اعتذر لإطالة الحديث يا صديقي العزيز , لكن لي مأخذي في ذلك , فالقصيدة رغم قلة أبياتها لكنها أصابت كبد الحقيقة وكانت بلسم الجرح الذي ننتظره - بارك الله فيك وفي هذا الجيل الجديد الذي نعلق الأمل عليه في تخليصنا من الورطة التي أوقعنا فيها أبائنا "القادة التاريخيين", وان النصر لقريب بأذن الله .