العواصم لا تحمي من يفشل أمنيًا وسياسيًا، بل من يفرض الاستقرار واقعًا
شبوة برس – خاص
رصد محرر "شبوة برس" تغريدة للأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور "حسين لقور بن عيدان"، نشرها على منصة إكس، تناول فيها دلالات زيارة وفد من حزب التجمع اليمني للإصلاح إلى بريطانيا ولقائه بعدد من أعضاء مجلس العموم البريطاني، في سياق قراءة أعمق لمسار الجماعة وتحولاتها خلال المرحلة الأخيرة.
وأوضح "بن عيدان" أن هذه الزيارة لا يمكن فصلها عن التحولات الميدانية والسياسية التي فرضت نفسها على جماعة الإخوان المسلمين في اليمن خلال العامين الماضيين، لا سيما بعد انكشاف العجز العسكري للجماعة، وتآكل نفوذها على الأرض، وتراجع أدوارها الإقليمية التي كانت تشكل لها مظلة حماية ودعم.
وأشار إلى أن بريطانيا تمثل ملاذًا تاريخيًا للإخوان المسلمين، وليست خيارًا طارئًا أو محطة دبلوماسية عابرة، معتبرًا أن العودة إلى لندن تعكس ارتدادًا إلى الجذور الأولى للجماعة، حيث كانت بريطانيا منذ نشأة تنظيم الإخوان المسلمين في مطلع القرن العشرين إحدى أبرز البيئات الحاضنة سياسيًا وفكريًا، ومركزًا لإعادة التموضع كلما تعرضت أذرع التنظيم للانتكاس في الإقليم.
وتابع محرر "شبوة برس" ما أوضح وركز عليه "بن عيدان" أن لقاء وفد الإصلاح، بوصفه الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين، مع أعضاء في البرلمان البريطاني، لا يعكس صناعة مسار جديد، بقدر ما يمثل محاولة لاستدعاء الدور التاريخي البريطاني في احتواء الجماعة ومنحها مساحة سياسية خارجية، بعد تضييق الخناق عليها ميدانيًا.
ولفت إلى أن هذه العودة لا تحمل دلالة قوة بقدر ما تكشف عن أزمة عميقة تعيشها الجماعة، وتعد اعترافًا ضمنيًا بانتهاء دورها الفاعل على الأرض، وسعيها لتعويض الخسائر الميدانية بأوراق ضغط سياسية خارجية.
وختم "بن عيدان" تحليله بالتأكيد على أن هذا التحرك، مهما بدا نشطًا، لن يغيّر اتجاه البوصلة، بل يكرّس انتقال جماعة الإخوان في اليمن من موقع الفعل والتأثير إلى موقع الدفاع عن البقاء السياسي.
رصد ومتابعة محرر شبوة برس