زيارة البركاني: بعد تحرير حضرموت العليمي يفاوض على البقاء في المشهد لا على صنع القرار

2025-12-17 08:20
زيارة البركاني: بعد تحرير حضرموت العليمي يفاوض على البقاء في المشهد لا على صنع القرار
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

شبوة برس – خاص

في قراءة سياسية لافتة، كتب الأكاديمي والباحث السياسي الدكتور "حسين لقور بن عيدان" تغريدة رصدها محرر "شبوة برس"، تناول فيها دلالات زيارة رئيس مجلس النواب اليمني "سلطان البركاني" إلى العاصمة عدن، معتبرًا أنها تعكس مأزقًا سياسيًا عميقًا تعيشه منظومة الشرعية ورئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، في مرحلة ما بعد تحرير حضرموت.

 

وأوضح "بن عيدان" أن الزيارة لم تكن تواصلًا مؤسساتيًا طبيعيًا، بل مؤشرًا سياسيًا على عجز رأس السلطة عن الحضور والمبادرة، لافتًا إلى أن العليمي اختار إرسال البركاني بدلًا من الذهاب بنفسه، إدراكًا منه لتآكل موقعه السياسي وعدم قدرته على المواجهة أو اتخاذ القرار، في ظل واقع ميداني جديد فُرض على الأرض.

 

وتابع محرر "شبوة برس" ما أشار إليه "بن عيدان" أن البركاني لم يُوفد كمفاوض يمتلك تفويضًا حقيقيًا، بل كوسيط اضطراري يحمل رسالة مرتبكة مفادها أن منظومة الشرعية لا تزال موجودة ولو شكليًا، في وقت لم يعد فيه الدعم الدولي سوى غطاء مؤقت لإدارة أزمة سلطة تفتقر لأدوات الفعل والسيادة.

 

وأكد "بن عيدان" أن المجتمع الدولي يتعامل مع الوقائع لا مع الألقاب، وبعد عملية “المستقبل الواعد” وتحرير وادي حضرموت تشكل واقع جديد قائم على قوة أمنية فاعلة وحضور ميداني وقبول شعبي، وهي عناصر تفتقدها الشرعية، التي تعاني عجزًا بنيويًا يتمثل في غياب جيش موحد وقرار سيادي مستقل.

 

وتساءل الباحث السياسي عن جوهر مهمة البركاني، مؤكدًا أنه لم يأتِ للتفاوض حول تحرير حضرموت لأنه أصبح أمرًا واقعًا، ولم يأتِ من موقع قوة لفرض رؤية سياسية، بل في محاولة لاحتواء هزيمة سياسية ومنع تحوّل حضرموت إلى نموذج جنوبي مكتمل الأركان.

 

واختتم "بن عيدان" تحليله بالتأكيد على أن إرسال البركاني إلى عدن يمثل اعترافًا غير معلن بالعجز، وأن القرار لم يعد يُصنع في مقار الشرعية أو عبر البيانات، بل حيث توجد القوة والشرعية الشعبية والقدرة على فرض الوقائع، مشددًا على أن السؤال بعد حضرموت لم يعد هل سيتفاوض الجنوب، بل عن ماذا سيتنازل الطرف المهزوم ليُسمح له بالبقاء في المشهد السياسي.