الجنوب راح علينا شانموت جوع

2025-12-11 05:58

 

هذا ليس منطق الجائعين، بل منطق العاجزين عن الاعتماد على النفس واستغلال ثرواتهم الضخمة التي تفوق ثروات الجنوب. محافظة الجوف أكبر بحيرة نفطية وغازية في الجزيرة العربية، لكن الأنظار تتجه إلى غاز شبوة. ونفط مارب لا يقل أهمية عن نفط المسيلة، ومع ذلك تتركز المطامع على المسيلة وحدها. عروق الذهب في الجوف وصعدة لا تقل قيمة عن عروق حضرموت وشبوة، وحقول البحر الأحمر وثروته السمكية تمنح اليمن فرصًا ضخمة، لكن التركيز دائمًا على البحر العربي وخليج عدن.

 

يقال الجنوب راح علينا ونفطه راح. حسنًا، لماذا لا يستخرجون نفط الجوف؟ يصبح الجواب أن ذلك “ليس نفطًا بل بيارة صرف صحي لدولة قديمة”. وإذا قيل لهم استخرجوا ثروتكم السمكية في البحر الأحمر، جاء الرد بأنه “ليس بحرًا بل حلبة”. مفارقات تعكس عقلية تُخفي ثرواتها وتستنزف غيرها، لتبقى مكامنها مدخرة لنخب فاسدة لا يعنيها الشعب في شيء.

 

الوحدة بالنسبة لهم ليست هدفًا وطنيًا بل هدفًا نفطيًا. ولو لم تكن في الجنوب ثروات لما قبلوا بالوحدة أصلًا. ثلاثون عامًا من النهب والإفساد دمّرت مؤسسات الجنوب وأبقت شعبه خاضعًا، لكن هذا لن يستمر طويلًا.

 

اليمن، بسكانه لا يتجاوزون خمسة وعشرين مليونًا ومساحة تقارب مئة وخمسة وتسعين ألف كيلومتر مربع، يمتلك ثروات نفطية ومعدنية وزراعية وحيوانية تكفي لنهضته، لكن نخبته لا تصنع معجزات. والمقارنة واضحة مع بنغلادش التي نهضت بلا نفط ولا صناعة، فقط بعزيمة شعبها.

 

لعل جيلًا جديدًا في اليمن ينهض من تحت الركام، ويُنهي خطاب البكاء على أوطان غيره، ويعيد لبلده كرامته أمام العالم.