شبوة برس – خاص
أطلع محرر "شبوة برس" على مقال للكاتب والصحفي "صالح أبوعوذل" تناول فيه الضجة التي أثارها الكاتب "صالح المقالح" عقب نشره معلومات واتهامات خطيرة تتعلق بملف فساد داخل دائرة نفوذ رئيس المجلس القيادي رشاد العليمي. المقالح، الذي أصبح اسمه في قلب العاصفة، قدّم ما يشبه “قميص يوسف” في مواجهة شبكة نفوذ مغلقة، ليتصدر المشهد السائق عزالدين السَّوَّاق، بوصفه الشخصية الأكثر إثارة للجدل داخل القصر.
وفي تحليل رصده محرر "شبوة برس"، يكشف "أبوعوذل" أن ما تسرّب من أسماء وأرقام لم يعد مجرّد ادعاءات، بل تحوّل إلى موضوع نقاش واسع داخل أروقة السلطة، بعدما اتجهت كل الأنظار نحو السَّوَّاق، الذي يصفه المقالح بأنه حلقة مركزية في منظومة فساد مترابطة تمتد من حضرموت إلى معاشيق، وتشمل بيع سيارات حكومية، وكشوفات أفراد وهميين، ومخصصات تغذية منهوبة، وصفقات بملايين الريالات.
ويشير "أبوعوذل" إلى أن ردّ الفريق المقرّب من "العليمي" على ما نشره "صالح المقالح" جاء سريعًا: اتهام مباشر بأن المقالح “يكذب” و“يختلق المعلومات”، في محاولة لنفي التسريبات واحتواء الغضب، رغم أن ما تم تداوله يتجاوز قدرة أي كاتب على اختلاقه، بالنظر إلى كثافة التفاصيل وتشابهها في شهادات موظفين داخل مؤسسات الدولة.
ويرى الكاتب أن القضية خرجت عن كونها منشورًا للمقالح أو ردًا غاضبًا من سلطة العليمي، لتتحول إلى ملف سياسي وأخلاقي يضع المجلس الانتقالي الجنوبي أمام اختبار حقيقي: هل يمتلك الشجاعة لمساءلة أطراف تمارس فسادًا بهذا الحجم داخل المناطق المحررة؟ أم أن شبكة المصالح المتشابكة تجعل الجميع شركاء صامتين؟
ويختتم "أبوعوذل" بتساؤل يضاعف من زخم القضية: هل ما كشفه "المقالح" هو القميص الحقيقي الذي يفضح الجناة، أم أن من ألقى موارد المدن المحررة في غياهب الشركات والبنوك الخاصة هم من يجب أن يمثلوا أمام العدالة؟ سؤال يظل مفتوحًا، لكنه يشير بوضوح إلى أن ما يحدث داخل معاشيق لم يعد مجرد “تسريب” بل أزمة حكم تتفجّر من أضيق الدوائر.