حضرموت والولي الحافظ والوعي المطلوب
أحمد علي باهبري
يؤثر فينا العظماء في حال صمتهم كما يؤثرون في حال كلامهم لأنهم في الحالين لايكفون عن اشعاع الرقي والعظمة ،فيضلون امام اعيوننا وفي قلوبنا امجاد التسامي، فتجدهم في كتب التاريخ يسطرون ، فترافقهم الكلمة الطيبة الى يوم يبعثون، كأمثال الرجل الهمام عبدالله بن يحي الكندي الملقب بطالب الحق والسلطان بدربوطويرق ،وغيرهم من دونت لهم كتب التاريخ .
الولي الحافظ والمفتي في ديارالجبهة القومية :
عندما يأتيك من يدعي انه من حفظة اولياء الجبهة القومية الذين هم من أهل الكرامات الثورية التي غيرت فساد السلاطين الى جنة نعيم الجبهة القومية ،والتي ولد من رحمها أولياء الثوار وصالحين زوار الليل وخلفائهم الاشتراكين "رضي لينين عنهم ".
لقد دون التاريخ الفتوى العظيمة التي اصدرها الولي الحافظ في ابناء حضرموت بأنهم "مكالف " المعروفة في قاموس لهجة اليمن ، واليوم قد ادخلها الولي الحافظ على امة حضرموت واصر على انزالها وجعلها تعطي الحق لمن أيدها ودعمها واشاد بها لينال الثواب ويعطى له مفتاج جنة الجبهة القومية ،عظماء لاخوفاً عليهم ولاهم يحزنون .
كلمات لأول مرة تسطر في تاريخ الكيبورد بدعه حسنة للولي الحافظ ،فهو يسعى لنشر حسنات الجبهة القومية التي غفل عنها الكثير، فهو مرجعية في التطاول على من يمس كرامة وانسانية مذهب شريعة الجبهة القومية التي رسخت جذورها بالفتوحات العسكرية والتي كانت من افضل الفتوحات "معركة 13 يناير " ومعاهدة نفق القلوعه التي ادت الى التوقيع على وحدة شعب حضرموت وشعب الجنوب مع شعب الشمال الجنوبي ليكونا في شعب واحد في يوم 22مايو 1990م ،طالما سعى اليها اكابر ووجهاء القومية واولياءها الشيوعيين ووضعت في دستورهم المقدس الى ان تحقق حلمهم المنكوب عليهم ،واليوم نجد ان علماءهم في اختلاف فمن منهم من يقول ان هذا حديث صحيح ومن خالفه فقد كفر والاخر يجيز التعديل فيه، اما البقية من العلماء والتابعين يجمعون في عدم صحة هذا الحديث ونفيه وعدم الحوار فيه فقهاء لقد سلكوا طريق لايحسدون عليه ،
الوعي المطلوب
ان ديننا الاسلامي الحنيف يطالبنا بأن يسيطر وعينا على اكبر مساحة ممكنة من مشاعرنا وسلوكياتنا ، لأن حجم المساحة التي يقتطعها الوعي من اللاوعي يظل مؤشر على اتساع المساحة التي يقطعها الانسان العاقل المكلّف المختار وبين الحيوان القاصر المبرمج والمستسلم لغرائزه ، علماً ان الوعي البشري القائم على النقد الثقافي والاجتماعي هو من اجل ان يؤكد لنفسه انه يدرك الفرق بين ماهو كائن وماينبغي ان يكون.
فقد منّ الله على الانسان بالعقل وجعله ضمن مسارات محدودة واذا تجاوز تلك المسارات تاه وضلّ ، وحطم منطقيته الخاصة المتميزة عن بقية الحيوانات ، وفي الاخير لم يجد منطقية اخرى تسعفه في ذلك التجاوز ، وليس هناك شيء ان يعيده الى مجاله الطبيعي ، فيضل على المسار المخالف،فأما يسلك طريق التعالي المطلق على الخبرة البشرية المحدودة،او يخرج عن الجاهزية ( اى مثل البهائم )، فدائماً عقولنا تتقبل الاخبار والتقريرات التي توصل الينا طالما وانها في دائرة المعقول ، اما اذا خرجت عن تلك الدائرة فترفضها عقولنا ، ولكن مايميز المعقول واللا معقول ،هي القيم الاخلاقية واللسان المحصنة من خروج الكلمة البذيئة والبعيدة عن الحس الثقافي والرقي في الحوار،فهذا أمر يدخل في صلب المعقول، اما خلاف ذلك فقد يقبل عند اصحاب الامور الخرافية التائهين في محيط اللامعقول ،وايضاً من له هالات تقديس حول بعض الاشخاص او المواقف او الاحداث ،فتجده بهذا الامريكثّر في المدح والتعظيم فيعّرض نفسة عن عمد على الكذب والمهانه والمذلة ، فيصاب بالغرور والوقوع في الطغيان .
فكثير من الناس تعلموا من البيئة التي نشأوا فيها كيف يتخذون من الانفعالات الشديدة وسيلة لإبتزاز الاخرين ، فمنهم من يظن ان في الصراخ او الوعيد هو ما يجعلهم الرابحون امام خصومهم ، فهؤلاء ينسون انفسهم وينسون ان الإتكال على هذا الاسلوب سوف يجعلهم في مظهر الضعيف الاحمق ، كما انهم على المدى البعيد يفقدون قيمتهم في تغيير آراء الاخرين من اجل كسب عواطفهم .
فأرجوا ان يفهم الجميع اننا في عصر الانفتاح وعصرالمطالبة بالحقوق ، وهذا يعني ان على كل واحد منا ان يحسن كفاءته في مقاومة الضغوط التي تفرضها عليه ارادة الاخرين ، وان يستخدم مالديه من سلاح ثقافي وإرادة قوية وتخطيط واعٍ بطريقة ذات أعظم كفاءة عاليه .
ونقول نحن سوف نظل فيما نحن في حاجته والمراد تحقيقه في صلب القضية الحضرمية، فيجب علينا الاستمرار في التحدي والالتزام بتنفيذ الضوابط على الشكل المطلوب ولو على نطاق ضيق للوصول إلى النهاية المطلوبة والمشرّفة، وان لم نكن حاضرين عليها بل نجعلها قاعدة صلبة تتوارثها الأجيال من بعدنا ...
* عضو تجمع كتاب من اجل حضرموت مستقله