بعد سرقتها من الأحمر: ليلة القبض على "الأنتينوف" الجنوبية

2025-10-06 22:28
بعد سرقتها من الأحمر: ليلة القبض على "الأنتينوف" الجنوبية
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس – حسين البركاني

في مطلع الثمانينات، حصلت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (الجنوب) على طائرة نقل عسكرية من طراز أنتينوف، كمنحة من الاتحاد السوفيتي ضمن اتفاقيات التعاون العسكري بين البلدين.

خدمت هذه الطائرة سنوات طويلة في سلاح الجو الجنوبي، ونقلت آلاف الجنود والضباط والقيادات بين مختلف المناطق العسكرية، كما كانت تؤدي واجبًا إنسانيًا بنقل المواطنين من وإلى جزيرة سقطرى مجانًا.

 

لكن بعد اندلاع حرب صيف 1994، وقعت الطائرة في أيدي قوات الشمال بقيادة "محمد صالح الأحمر"، الذي استولى عليها ونقلها إلى صنعاء بحجة استخدامها في مجال النقل العسكري، وفق اتفاق المنحة الأصلية.

غير أن “الكحيل الأحمر” اعتبرها غنيمة حرب، شأنها شأن بقية معدات الجنوب، فقام بتغيير لونها من العسكري إلى المدني، وسجّلها ضمن أسطول الخطوط الجوية اليمنية، معتقدًا أن أحدًا لن يسأل عن هويتها أو مصدرها.

 

تحولت الطائرة لاحقًا إلى وسيلة نقل تجاري، تُستخدم في نقل البضائع بين إفريقيا ولبنان، وبدأت تجني أرباحًا ضخمة لصالح المتنفذين دون أي رقابة.

غير أن الاستخبارات العسكرية الروسية لاحظت أن طائرة أنتينوف ذات الرقم التسلسلي المعروف لديها — والمخصصة أصلاً للجنوب — قد تحولت فجأة إلى طائرة “مدنية” تعمل في النقل التجاري.

 

ولاستعادتها، وضعت المخابرات الروسية خطة محكمة: جندت أحد اللبنانيين المقيمين في السنغال ليقدّم نفسه كتاجر خضار، ويتواصل مع محمد صالح الأحمر في صنعاء لاستئجار الطائرة لمدة ثلاثة أشهر لنقل بضائع بين السنغال والسودان وكينيا.

وافق الأحمر على الصفقة على الفور، واستلم نصف قيمة العقد مقدمًا.

 

غادرت الطائرة صنعاء في أولى رحلاتها إلى السنغال، ثم كُلّفت بنقل شحنة من بذور الأشجار من كينيا إلى أوزبكستان، وهناك كانت المفاجأة الكبرى:

عند هبوطها في مطار أوزبكستان، كانت المخابرات الروسية بانتظارها، وتمت "مصادرتها فورًا" وإعادتها إلى الحكومة الروسية، باعتبارها ما زالت ضمن المنحة المقدمة رسميًا إلى "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" في مجال النقل العسكري، وليس للاستخدام التجاري أو الشخصي.

 

وهكذا انتهت مغامرة “الأنتينوف الجنوبية” على يد لصوص ظنوا أن الدولة غنيمة، وأن العالم غافل.

 

هل رأيتم وقاحة كهذه؟!

إنها ليست قصة خيالية، بل فصل من فصول العبث الذي مارسه "آل الأحمر وحكومتهم"، حيث تحولت مؤسسات الدولة إلى ملكيات خاصة، في مشهد لا يحدث إلا في “دولة الواق واق اليمنية”!

 

✍️ حسين البركاني