اكتشف الشعب "الكشف الأسود"، وَصَلَ إلى "العَوَر"

وإنْ شئت.. "كَشْف العَوَر"

*- شبوة برس - عبّود علي الشعبي

اكتشف الشعب "الكشف الأسود"، وَصَلَ إلى "العَوَر" الذي اخترم اقتصاد البلد، وأنهك معايش الناس.. هو نفسه الثقب الأسود.

كنا نحسبهم وطنيون وهم يلعلعون عن الوطن والسيادة، وما درينا أن كل كلمة بأُجرة، وأن القلم صار مأجورًا.

كُشِفَ الغطاء، وبان العَوَر، هو ليس كَشْف إعاشة، بل كشف المُترفين الذين يأكلون ولا يشبعون، وإنْ شئت سمّهِ "كشف العورة".

كانوا يختبئون خلف الدولارات، قال مراقب رأيتُ إحداهن في قاعة، كانت تحضر فعالية لمركز الملك سلمان بالعاصمة عدن، كنا نظنها مخلصة وأصيلة، لكن ظهر اسمها في كشف العار..

بقي الموظف الوطني الذي يعمل في الميدان بلا راتب، بينما يتقاضى الفارغون رواتب بالدولار، لقد مهّد لهم هذا الدفع المُغري الطريق للهجرة والسفر بين الأقطار، كنا نحسبهم مناضلون، منفيون من أجل الوطن، لكن طلعوا منفيون باختيارهم طمعًا في بريق الدولار..

لا تتكلموا بعد الآن ولا تكتبوا كونوا من الذين عَموا وصمّوا، فقد كُشِف الغطاء وأُميط اللثام، هذا ليس كشف إعاشة، بل كشف الوطن السليب.

ما الذي يقدمه أولئك للوطن من الخارج، مَنْ منعهم من العودة والرجوع، من ألزم الشرعية لتقدم كل هذه المِنحة لأشخاص عاديون لم ينفعوا وطنهم بشي، غير أنهم يهاجموا الخصوم، تملقاً من أجل كشف الإعاشة..

نحن لا نمانع أن يكون لهم راتباً يستحقونه، لكن وهم في وطنهم، يتقاضون مالاً كما يتقاضى موظفي الدولة العاملين في الميدان بلا زيادة ولا نقصان، إنْ كان أولئك ينشدون الدولة والعدل والحكم الرشيد.

أيُّها الشعب حطِّم كشف الإعاشة بزندك وساعدك، ولا تدعهُ يمضي، بينما بالكاد تجد قوت يومك، حيّا على عصا الشعب، لا كشف إعاشة بعد اليوم، كل الناس سواسية، وأفضلهم المتشبثون بوطنهم رغم المآسي والجراح، لا السائحون بين العواصم والبلدان، الفرحون بالغُربة على حساب الوطن.

مزّقهُ يا سالم والشعب من وراءك، أرِنا فيهم حُسن صنيعك، فإنْ "صنائع المعروف تقي مصارع السوء"..

يا قومنا المهاجر.. ارجعوا، كفى غُربة.. ولِمَن اغتر ببريق الدنيا، فإنّهُ زائل، والأيام دُوَل.. واسمعوا لكثيِّر عزّة:

وما رونق الدُّنيا بباقٍ لأهلها

وما شدَّةُ الدُّنيا بضربةِ لازمِ

لهذا وهذا مُدّةٌ سوف تنقضي

ويُصبحُ ما لاقيتُهُ حلمَ حالمِ