الفجور في الخصومة

2025-08-12 19:00

 

شهدنا مؤخرًا مشهدًا صادمًا في أحد الأعراس التابعة لآل عفاش حيث كشف مقطع فيديو متداول حجم الحقد والعنصرية التي يُكنّها أبناء عفاش تجاه أبناء الجنوب. والمفارقة المؤلمة أن الواقعة لم تحدث في ميدان صراع أو منبر سياسي بل في مناسبة فرح وبين ضيافة كان يُفترض أن تُكرّم الضيف لا أن تُهينه.

 

ما جرى هو أن هذا الضيف لم يرتكب جريمة بل عبّر عن رأي مخالف لآرائهم أو ربما لمجرد أنه وضع علم الجنوب على صدره. ومع ذلك جرى طرده بطريقة مهينة في مشهد يختصر الفجور في الخصومة وتحويل الخلاف السياسي أو الفكري إلى إقصاء شخصي لا يعرف أدنى حدود الذوق أو القيم الاجتماعية.

 

 هذه الحادثة تحمل عبرة بالغة لكل من لا يزال يظن أن العلاقات مع مثل هؤلاء يمكن أن تبنى على الاحترام المتبادل.

 فالواقع أثبت أن من يقبل أن يكون أداة في أيديهم سيجد نفسه عاجلًا أو آجلًا خارج اللعبة بمجرد أن يُبدي رأيًا مخالفًا أو تنتهي الحاجة إليه. عندها لن يجد سوى الإهمال والطرد، وربما يُلقى في أقرب سلة مهملات سياسية أو اجتماعية.

 

إن الخلافات مهما كانت حدتها لا ينبغي أن تصل إلى حد الإهانة أو الإقصاء بهذه الطريقة الفجة. لكن ما حدث يذكّرنا أن البعض لا يرى في الآخر إلا وسيلة مؤقتة، وحين تنتهي المصلحة لا مكان للاحترام أو الوفاء..

 

2025/8/12