*- شبوة برس - سعيد ناصر مجلبع بن فريد العولقي
يعيش المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم في مفترق طرق حساس، بين مطرقة الموت الجماعي الذي يهدد شعب الجنوب بسبب الأزمات الاقتصادية والإنسانية الخانقة، وبين سندان الشراكة المحلية التي تكبل قراراته، والضغوطات الإقليمية والدولية التي تمارس عليه من كل حدب وصوب.
الواقع في الجنوب لا يحتاج إلى تزييف أو تجميل؛ فالناس في عدن وسائر المحافظات الجنوبية يئنّون تحت وطأة الجوع، وانهيار الخدمات، وانعدام الأمن، وتدهور العملة، وارتفاع الأسعار، وتوقف المرتبات، وشح الوقود والماء والدواء. كل هذه المآسي مجتمعة تدفع المواطنين إلى التساؤل: ما فائدة الكيانات السياسية إذا لم تكن قادرة على إنقاذ شعبها من الهلاك البطيء؟
في المقابل، يجد المجلس الانتقالي نفسه مقيّدًا بشراكة هشة مع قوى محلية متناقضة في التوجهات والأهداف، بينما يمارس المجتمع الدولي ضغوطًا مستمرة تطالبه بضبط النفس وعدم اتخاذ خطوات أحادية، رغم أن الوضع الإنساني لم يعد يحتمل الانتظار أو المجاملة السياسية.
إن استمرار الانتقالي في الصمت أو التأجيل، يعني ببساطة الإسهام – بصمته – في معاناة أبناء الجنوب. وإن محاولة إرضاء الجميع على حساب قضية الجنوب المصيرية، لن تؤدي إلا إلى مزيد من التفكك الشعبي والخذلان العام.
ليس المطلوب إعلان حرب، ولا كسر توافق، ولكن الواجب الوطني والأخلاقي يفرض على قيادة الانتقالي أن تكون على مستوى المرحلة التاريخية التي تمر بها. فإما أن تكون صرخة الجنوب الأخيرة، أو بداية لقيام دولة حقيقية تعيد الاعتبار لشعب لم يعد يملك شيئًا ليخسره سوى كرامته.
على الانتقالي أن يختار بين أن يكون صوت شعبه، أو أن يتحول إلى متحدث باسم الآخرين.
فالساعة تضيق، والموت يقرع الأبواب، والجنوب ينتظر موقفًا لا يحتمل التأجيل.
---
نداء إلى قيادة المجلس الانتقالي:
يا قيادة المجلس الانتقالي، إن شعب الجنوب اليوم لا يطلب المستحيل، بل يطلب منكم أن تكونوا بحجم الثقة التي منحها لكم، وبقدر تضحيات الشهداء والجرحى، وأن تنتصروا لإرادته قبل أن تبتلعه المجاعة، ويضيع في دهاليز المؤتمرات والتفاهمات العقيمة.
أنقذوا شعبكم... وغيرو قواعد اللعبه لِما من شأنه تحقيق أهداف أبناء الجنوب
---
نداء إلى دول التحالف العربي وأحرار العالم:
إلى أشقائنا في دول التحالف العربي، وإلى كل أحرار العالم...
لقد وقف شعب الجنوب في صفكم منذ اللحظة الأولى، وضحّى برجاله وأمنه واستقراره من أجل قضية عادلة وموقف مشترك ضد مشروع الفوضى والتمدد الإيراني.
لكن هذا الشعب اليوم يموت جوعًا، ويُعاقب على صموده وصراحته، ويُداس كرامته كل يوم وهو يرى ثرواته تُنهب، وحقوقه تُدفن، وقضيته تُهمّش.
نطالبكم بتحمل مسؤولياتكم الأخلاقية والسياسية والإنسانية تجاه الجنوب، إما بدعم حقيقي يُفضي إلى استعادة دولته، أو برفع أيديكم عنه ليقرر مصيره بنفسه دون وصاية أو قيود.
الجنوب ليس تابعًا لأحد، ولا رهينة بيد أحد. إنه شعبٌ حرٌّ كريم، يستحق أن يعيش بكرامة كما يعيش غيره من شعوب الأرض.