أيهما اقرب للخروج من المشهد المفلحي أم بن دغر ؟

2017-11-21 19:12

 

في حديث لي عن استقالة المفلحي تحدثت عن ارتدادات الاستقالة وإنعكاساتها على المشهد ووضعت تساؤلا حول تعاطي الرئيس هادي معها كون الاستقاله مقدمة اليه وكونه المعني الاول عن البلد وقلت ان الاستقالة وضعت الرئيس امام خيارين لا ثالث لهما اما قبول إستقالة المحافظ واما إقالة الحكومة..

 

البعض اليوم بدأ يتداول اخبار مفادها ان المفلحي قد عدل عن قراره بالإستقالة وقبل العودة من جديد بناء على طلب الرئيس هادي حد زعم من روج لهذه الاخبار..

 

رغم ان هذه الاخبار عارية عن الصحة كونها لم تصدر رسميا عن المحافظ الا ان البعض انساق لترويجها وكأن عودة المفلحي في ظل استمرار الوضع القائم ممكن ان تضيف شيئا جديد او تعيد ترتيب الاوراق بعد ان اصبح اللعب على المكشوف.

 

كل شي جائز في عالم السياسية ولا شي مستبعد فيها كهذا علمتنا التجربة ورغم ذلك تظل هناك حقائق ماثلة هي من ترسم السيناريوهات المحتملة وتظهر مدى موضوعية اي موقف او خبر من مدى زيفه وخرافيته واستحاله حدوثه ..

 

من بين هذه الحقائق ان محتوى رسالته المفلحي التي قدم فيها استقالته لم تترك خط رجعة للمحافظ للعدول عن قراره ومزقت شعرة معاوية التي كان من المفترض ان يحافظ عليها لو انه كان ينوي المناورة وكسب مواقف وصلاحيات اكبر ولكنه لم يكن يسعى لذلك وكان قراره نهائيا وقاطعا..

 

من السذاجة بإعتقادي اعتبار قرار المفلحي بالاستقالة بانه كان قرارا ارتجاليا او في لحظة غضب فمن يعرف المفلحي جيدا يعرف ان الرجل ما كان ليقدم على هذه الخطوة دون ان تكون مدروسة بشكل دقيق فمن تابع اللقاءات والاتصالات التي سبقت القرار ربما يستنتج ان امور تدار في الغرف المغلقة عند صناع القرار في طريقها لترى النور وتكشف عن نفسها في القريب العاجل..

 

من بين هذه اللقاءات التي سبقت  قرار المفلحي بالاستقالة كان لقاءه بمستشار الرئيس هادي المهندس حيدر ابو بكر العطاس وهذا اللقاء وان كان في ظاهره انه جاء للاطمئان على صحة المفلحي الا ان باطنه يوحي بانه جاء لمناقشة تطورات الاحداث على الساحة اليمنية وهو ما عجل ودفع بالمفلحي بإتخاذ قراره المصيري..

 

اذا ما نظرنا للقاء المفلحي بالعطاس وأهميته يتعين علينا ايضا ان نربطه بإتصال سفير الولايات المتحدة السيد مارك تولر الذي سبق قرار الاستقالة بيومين وهو ما يوحي ان القرار قد اتخذ بعد ان اخذت الموافقة من الجانب الامريكي...

 

ومع ذلك لا نستطيع الجزم بمدى حقيقة ما يدور غير ان كل هذه المؤشرات تؤكد ان هناك امور تطبخ وتجهز ستتكشف في الايام القريبة القادمة وفي اغلب الظن ستكون مع مطلع العام الجديد الذي سيكون متزامناً مع تنفيذ التوجيهات التي وعد بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لدعم وتطبيع وانعاش الحياة في المناطق المحررة..

 

ذهب الرئيس هادي للولايات المتحدة وجلس مع الادارة الامريكي التي تشرف بشكل مباشر على ملف اليمن وملفات المنطقة ومن ثم عاد الى الرياض فما هي نتائج زيارة الرئيس الى واشنطن وما هي الاشياء التي حملها معه من هنااااك؟ هذا ما سيظهر  ويتكشف تباعا في خطوات الرئيس القادمة..

 

ان كانت الامور فعلا تشير الى حدوث تحولات كبيرة في المشهد في الايام والاسابيع القادمة فأغلب الظن ان الرئيس هادي لن يبت في استقالة المفلحي وربما يؤجل البت فيها الى حين اكتمال حلقات الطبخة المنتظرة..

 

ويبقى السؤال الاكبر هل سيشهد البلد انفراجة قريبة تخرج الشعب المغلوب على امره من الظلمات الى النور؟ 

 

نتمنى ذلك...

 

*- محمد الجنيدي