مُفتي سلطنة عُمان: رئيس أمريكا طلب من مسقط أن تتوسط له لدى الحوثيين

2025-06-05 13:11
مُفتي سلطنة عُمان: رئيس أمريكا طلب من مسقط أن تتوسط له لدى الحوثيين
شبوه برس - متابعات - اخبارية

 

*- شبوة برس -  "الأيام" غرفة الأخبار:

​قال مفتي سلطنة عُمان، الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، أمس الأربعاء، إن الرئيس الأمريكي طلب من سلطنة عُمان «التوسط له لدى جماعة «أنصار الله» اليمنية لوقف تبادل الضربات، وهو ما تنفيه رواية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عما اعتبره استسلام الحوثيين.

 

وجاء ذلك في سياق «تدوينة» على منصة «إكس» أشاد فيها بما اعتبرها الدروس والعبر، التي يقدّمها «مغاوير اليمن السعيد»، في إشارة إلى «أنصار الله» (الحوثيون)، قائلًا إن الرئيس الأمريكي طلب «من سلطنة عُمان، رائدة السلم وداعية الإصلاح، أن تتوسط له لدى مغاوير اليمن الأبطال بالصلح والسلام، واعترف لهم بالبطولة وأكبرهم أيما إكبار».

 

وأعلن في السادس من مايو عن اتفاق بين واشنطن و«أنصار الله» بوساطة عمانية يتوقف على إثره القصف الأمريكي واستهداف «أنصار الله» للسفن الأمريكية.

 

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أعلن يومئذ أن الحوثيين طلبوا منه التوقف عن قصفهم، والتزموا بعدم استهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر، مرددًا: «استسلموا، لا يريدون القتال»، وهو ما نفاه زعيم حركة «أنصار الله»، عبدالملك الحوثي، في خطاب له بتاريخ الثامن من مايو، قائلًا: «إزاء الفشل وصل الأمريكي إلى خيار أن يوقف هذا الإسناد “إسناد إسرائيل”، حسبما أعلن عنه الأمريكي، وأبلغ به أشقاءنا في سلطنة عُمان».

 

وأوضح أن الموقف اليمني لم يكن كما قال ترامب بناء على ترج واستسلام من اليمن، قائلًا: «هذا أبعد من عين الشمس، وهذا هو المستحيل بذاته».

 

وكان الناطق باسم وزارة الخارجية العمانية صرح أنه «بعد المناقشات والاتصالات التي أجرتها سلطنة عُمان، مؤخراً، مع الولايات المتحدة الأمريكية والسلطات المعنية في صنعاء بالجمهورية اليمنية بهدف تحقيق خفض التصعيد، فقد أسفرت الجهود عن التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين، وفي المستقبل، لن يستهدف أي منهما الآخر، بما في ذلك السفن الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب، وبما يؤدي لضمان حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي».

 

في الاثناء، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» اليوم الأربعاء، إن القصف الأمريكي على ميناء رأس عيسى بمدينة الحديدة غرب اليمن في 17 أبريل يعد «جريمة حرب واستخفاف صارخ بأرواح المدنيين»، وطالبت بالتحقيق في الحادثة.

 

وتابعت المنظمة أنه «في إطار الحملة العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين والتي بدأت في 15 مارس الماضي، قصفت الولايات المتحدة ميناء رأس عيسى، أحد 3 موانئ في الحديدة حيث يمر نحو 70 % من واردات اليمن التجارية و80 % من المساعدات الإنسانية».

 

وذكرت المنظمة أنها حللت صور أقمار صناعية، وراجعت صورا فوتوغرافية وفيديوهات لموقع الغارات، وقيّمت بيانات نشرتها منظمة «إيروارز» والمنظمة غير الحكومية «مشروع بيانات اليمن»، وأرسلت خطابا إلى وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث في 8 مايو يتضمن النتائج الأولية، لكنها لم تتلقّ أي رد.

 

وأوضحت أن منظمة «إيروارز» المتخصصة برصد الخسائر المدنية في الصراعات حول العالم، قالت إن القصف أودى بحياة 84 مدنيا وجرح أكثر من 150.

 

نيكو جعفرنيا، باحثة البحرين واليمن في هيومن رايتس ووتش، قالت إن قرار الحكومة الأمريكية قصف الميناء أثناء تواجد مئات العمال فيه «يُظهر استخفافا صارخا بأرواح المدنيين».

 

وشددت على أنه «في حين لا يحصل معظم اليمنيين على ما يكفي من الغذاء والمياه، قد يكون تأثير الغارات على المساعدات الإنسانية كارثيا، لا سيما بعد تخفيض المساعدات من قِبل إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب». وأضافت: «يجب التحقيق في الهجوم باعتباره جريمة حرب».

 

وفي إطار حظر على الملاحة الجوية الإسرائيلية الذي أعلنته أنصار الله في 4 مايو/أيار، أعلنت الحركة، ليل الثلاثاء- الأربعاء، «عن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد (بن غوريون) في منطقة «يافا» (تل أبيب) المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع (فلسطين2)»، في ضربات صاروخية باتت يومية، في سياق ما أعلنوا عنه من حظر على الملاحة الجوية الإسرائيلية في الرابع من مايو، في تصعيد يأتي ردًا على التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة.

 

وأوضح المتحدث العسكري باسم الحركة، العميد يحيى سريع، في بيان، أن «العملية حققت هدفها بنجاح، وتسببت في هروب الملايين من قطعان الصهاينة الغاصبين إلى الملاجئ، وتوقف حركة المطار، ومنع هبوط طائرة شحن عسكرية أمريكية في مطار اللد (بن غوريون) لليوم الثاني على التوالي».

 

وأضاف البيان: «أن العدو الصهيوني المجرم لن يجد من اليمن العزيز الصامد المجاهد إلا المزيد من الصواريخ والطائرات المسيرة رفضاً لجريمة الإبادة الجماعية، ونصرة للحق الفلسطيني، ودفاعاً عن المظلومين الصابرين الصامدين في غزة الإباء والمجد والكرامة، ودعماً وإسناداً لمجاهديها الأبطال».

 

وأكدّ أن قواتهم اختارت «ألا يقف موقف المتفرج عما يجري في غزة من إجرام وإبادة وحصار، وسيستمر في تصعيد وتوسيع عملياته العسكرية حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها».

 

وتشن حركة «أنصار الله» هجمات متكررة بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد أهداف متعددة في إسرائيل منذ أكتوبر 2023، وذلك «تضامناً مع غزة» الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي منذ عشرين شهراً. ورداً على تلك الهجمات، شنت إسرائيل عدة هجمات جوية على منشآت حيوية وبُنى تحتية للطاقة في مناطق خاضعة لسيطرة الحركة في اليمن، خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة.

 

وأعلنت «أنصار الله»، في الرابع من مايو/ أيار، فرض حظر جوي على إسرائيل، فيما أعلنت في 20 من الشهر عينه فرض حصار بحري على ميناء حيفا الإسرائيلي.