*- شبوة برس – محمد علي محسن
كثر الحديث عن عشرة أيام من ذي الحجة ، وكل عام تتكرر الدعوات لما يجوز ولما لا يجوز ، وانت تقرأ تلك المنشورات يخيل لك انك تعيش في مجتمع منفصل كليًا عن المجتمع الذي يتحدث عنه أشياخ الوعظ وخطباء الجمعة أو الوزراء والقادة وكل من يتقاضى بالريال السعودي أو الدولار .
كأنَّ الله الذي نعبده ونتضرَّع له ليس له علاقة بذاك الرَّب الذي غفلوه دهرًا ، وفجأة عثروا عليه في رمضان ، وفي أيام شوال الستة ، وايام ذي الحجة العشرة .
أشغلونا بشعائر وطقوس هي أصلا نوافل وليست من الفرائض ولا من الحدود التي يتوجب الإلتزام بها حرفيًا . كما وتاركها ليس كافرًا أو يمكن إخراجه من ملَّة الاسلام .
فهل قص الأظافر وحلق الشعر اولى من توفير الحياة الكريمة والأمنة للناس ومن أضحية العيد ؟! .
وفروا ويسروا للعباد الأضاحي ، وبعد ذلك لكم الحديث عن قص الأظافر وحلق الشعر .
وفروا الضروريات وبعد ذلك قولوا ما شئتم عن حسنات صيام الإثنين والخميس والتاسع من ذي الحجة وسواها من أيام الله الذي نعبده ونستعين به ونتضرع ونصلي له كل أيام السنة .
الله حرَّم الظلم على نفسه وجعله محرمًا بين خلقه ، فهل من العدل حصول الوعاظ والخطباء والوزراء والمسؤولين ومن سار في فلكهم على أضاحي العيد بلا أدنى مشقة أو كلفة ؟.
وهل من الإنصاف والمساواة العمرة والحج لبيت الله الحرام ولمرات عدِّة هم وأقاربهم وأتباعهم وفي الوقت الذي تعذرت هذه الشعيرة على أناس اتقياء ومسلمين غير قادرين على مواجهة متطلبات الحياة اليومية من ماء وخبز ودواء .
فكيف لهؤلاء الفقراء والمساكين والمحتاجين دفع ٢٠ الف ريال سعودي نظير إتمام فريضة حج واحدة في حياتهم ؟ وهل يجوز أن يصير الحج أو العمرة للبعض بمثابة رحلة سياحة ؟ .
وهل يجوز أن تدفع الأموال الطائلة على شعيرة حج أو عمرة بينما أهلك او جيرانك لا يجدون ثمن كسوة أو أضحية العيد ؟! .
فهل شعر الذقن صك غفران لابد أن نشتريه إذا ما أردنا أن نكون من زمرة أهل الجنَّة ؟! علمًا أن المسيحية واليهودية تنطعت كثيرًا في هذه المسألة ، وفي المحصلة فقدَ الإتباع مالهم في شراء صكوك غفران ، وفي عبادة عادات لم ينزل بها سلطان .
وهل يجوز الحج والعمرة بمال مشبوه ومحرم وآتي من مصارف وطرق غير شرعية ولا قانونية ؟ وهل أُضحية العيد في بلادنا ينطبق عليها أضحية الحاج لبيت الله الحرام أو في بلاد الأغنياء والمترفين في البذخ ؟.
فما هو معلوم أن الناس تتشارك لحمة العيد ولا تضحي بثلث أو ربع او جزء منها ؛ لأنهم هنا هم الفقراء والمساكين وبالكاد يأكلون اللحم من العيد إلى العيد .
فهل الأضحية هنا ينطبق عليها شعيرة أضحية ام مجرد شعيرة ناقصة الاركان واعتادها الناس جيل بعد جيل ؟!.
أمَّا اعجب ما سمعته أن أحدهم أفتى بحرمة الحج والعمرة من بيع وشراء القات أو الدخان ، وانا شخصيًا ادعم محاربة المخدرات والمضرات بصحة الإنسان.
ولكن بالمقابل هل يحرَّم الحج والعمرة من سرقة المال العام ومن مرتبات الجنود والموظفين ؟ وهل هنالك فتوى بحرمة استلام المرتبات والمنح أو الهبات أو المكرمات من حكومات أو جمعيات أو هيئات خارجية وبعيدا عن رقابة وإشراف حكومة بلادك ؟؟..
*- محمد علي محسن