*- شبوة برس - رائد عفيف
إلى رئيس مجلس القيادة، إلى جميع نواب رئيس مجلس القيادة، إلى رئيس الوزراء، إلى جميع الوزراء، إلى كل مسؤول بيده القرار.. هل تدركون حجم المعاناة التي يعيشها المواطن؟ هل تسمعون أنينه، هل ترون احتراقه تحت هذا القهر والظلم؟
الناس تموت من شدة الحر، تختنق في بيوتها بينما الكهرباء تُقطع بلا رحمة، لا مفر ولا مهرب، مجرد ساعات طويلة من العذاب. المواطن ينظر إلى أطفاله وهم على فرش نومهم، يتصبب العرق من أجسادهم، يحاولون النوم وسط الحرارة الخانقة، ولا يستطيع مساعدتهم. كم من أب وأم يشعرون بالعجز التام أمام هذه القسوة؟ كم من عائلة تفترش الأرض وتواجه الليل بلا أي وسيلة للراحة؟
الناس تموت من الجوع، الأسعار تواصل ارتفاعها، العملة تنهار، والطعام أصبح حلمًا يُطاردونه بلا جدوى. أين أنتم من هذا المشهد؟ هل تدركون كيف يعيش المواطن؟ أم أنكم لا ترونه لأنكم بعيدون عن معاناته؟
يا رئيس مجلس القيادة، يا نواب المجلس، يا رئيس الوزراء، يا جميع الوزراء.. أنتم في مواقع السلطة، ولكنكم تركتم الشعب يواجه مصيره وحده. البلاد تنهار، الناس يموتون بصمت، الفساد يلتهم المؤسسات، والظلم أصبح يوميًا كوجبة يفرضها الواقع القاسي عليهم، فإلى متى ستواصلون تجاهل صرخاتهم؟
أنتم بعيدون عن هذا الوطن، تعيشون في رفاهية، أنتم وأولادكم وأحفادكم، بينما الناس هنا يموتون من الجوع والحر والظلم. أي عدل هذا؟ كيف يُحكم بلدٌ من خارجه بينما شعبه يحتضر داخله؟
أما المجلس الانتقالي الجنوبي، فالشعب فوضكم ووضع ثقته فيكم، وهو لا يشكك في إخلاصكم أو في تضحيات قواتنا الجنوبية التي تقاتل في الجبهات تحت قيادتكم، لكنه ينتظر منكم موقفًا واضحًا. من الذي يقتلنا بقطع الكهرباء؟ من الذي يعطل الخدمات؟ من الذي يمنع تحسين أوضاعنا؟ نعلم أن عليكم شراكة فرضها الواقع مع فاسدين، ولكن الشعب يريد الحقيقة دون دبلوماسية، يريد كلمات تخرج من القلب، يريد أن يرى موقفًا ينقذ حياته اليومية من هذا الجحيم المستمر.
لقد صبرنا طويلًا، وانتظرنا كثيرًا، ولكن لم يعد لدينا ما ننتظره بعد اليوم. الشعب يريد إجابات، يريد أفعالًا، يريد تحركًا حقيقيًا يُعيد إليه حقه في الحياة، في العيش بكرامة بعيدًا عن هذا الإذلال القاتل.
تحركوا قبل أن تفقدوا ثقة الناس، قبل أن يتحول هذا الألم إلى غضبٍ لا يمكن السيطرة عليه.
لعنة الله على كل من سرق قوت الناس، على كل من تسبب في هذا الجوع، على كل من جعل الحياة في هذا الوطن مستحيلة!