إخواني وأخواتي في كل مكان وزمان،
القضاء في لحج..!
وفساد تجار المافيا الأراضي..والتعدي على الأراضي التي يملكها أصحابها والترتيبات غير القانونية..
منذ أن هبط الإنسان إلى هذه الأرض، جاءت الرسالات السماوية لإرساء قيم العدل والحق. قال تعالى:
﴿اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين﴾ صدق الله العظيم.
وُجدت المحاكم والقضاء ليكونا مرجعاً لإحقاق الحق وفصل النزاعات، لكن المؤسف أن واقعنا اليوم يعيدنا إلى عصور الظلم والهمجية، حيث يَقتل الأخ أخاه، وتُسرد الحكايات عن أساطير الطغيان والفساد.
كأننا لم نثور بالأمس على نظام عفاش الفاسد إلا لنؤسس لما هو أبشع وأكثر دمارًا. لقد أصبح القضاء، الذي يفترض أن يكون الحصن الأخير للعدالة، ساحة لتصفية الحسابات ونهب الحقوق وتكريس الظلم.
في محافظة لحج، يتعرض الناس لظلم فادح في قضايا الأراضي، حيث يتم التلاعب بها وتسويفها حتى يملّ المظلومون، وكأن هذا التسويف المتعمد هو دعوة مبطنة للاحتراب والاقتتال، بما يهدد السلم الاجتماعي ويفتح الباب للفوضى.
أين القانون؟ أين العدل؟ هل تحوّل القضاء إلى روبوتات تتحرك بأوامر خفية؟
قال تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد: 11].
هل مات الضمير؟ هل اندثرت القيم والأعراف والدين؟ ما الذي يحدث في بلادنا؟!
أوجه ندائي إلى كل من يهمه الأمر من قادة وساسة ورجال قانون
القضاء في محافظة لحج تحوّل إلى دكاكين فساد، مستوحاة من فساد صنعاء، تُستغل فيها النزاعات كمصدر دخل غير مشروع، عبر التعدي على أملاك اراضي الغير، وشرعنة البسط المخالف للقانون.
إن استمرار هذا العبث سيقودنا إلى ارتفاع معدلات الجريمة، وانتشار البلطجة، وانهيار ما تبقى من هيبة الدولة، خاصةً في ظل غياب الأمن وانتشار السلاح والعصبيات القبلية.
أصبح السؤال في هذه "الدكاكين" ما معك؟ من تعرف؟ لأي قوة تنتمي؟ وليس ما حقك؟ وأين العدالة؟
أيها القادة، أوقفوا هذه المهازل..
افتحوا ملفات الفساد في محاكم لحج، وحاسبوا كل متورط، وأعيدوا للناس حقوقهم وأمنهم.
نحن على حافة الهاوية، وقد تندلع الفتنة بسبب هذه الممارسات إن لم يتم تدارك الأمر سريعاً.
أي عدل نرجوه عندما يكون الظالم هو نفسه القاضي والجلاد؟
أي أمن ننتظره في محافظة على حدود مشتعلة مع المليشيات الحوثية، بينما ينهشها الفساد من الداخل؟!
لدينا وثائق، ولدينا أدلة،
ولدينا حزن عميق لا يبرده إلا القصاص من الفاسدين، واستعادة ثقة الناس بالقضاء.
من المستفيد من هذا الفوضى؟ ولمصلحة من يُدفع الناس للاحتراب؟!
أي عدل ننتظر عندما يكون الظالم هو نفسه القاضي والجلاد...؟!
هنا نناشد كل من له صلة بذلك في التقصي لوضع حد لتلك الفوضى المقيته..!!
✍️. ناصر العبيدي