*- شبوة برس - أ. سعيد أحمد بن اسحاق
ياابناء الجنوب حافظوا على وطنكم الجنوبي وجيشكم الجنوبي الذي على الجبهات وقاداتكم الجنوبية، وصوتكم الجنوبي الذي يصول ويجوب الجبهات ضد الحوثيين دفاعا عن الوطن والشعب والثروة، ويجول على مقربة من دول اصحاب القرار في تحول سياسي مرحلي يتوافق مع المتغيرات المتسارعة وتنافس القوى على التفوق العسكري والتجارة الدولية والنفوذ الدولي لتشكيل الخارطة على الشرق الاوسط وربما الأوروبية نفسها.. من اجل استعادة الدولة الجنوبية السيادة والهوية والاستقلال والوجود بين الدول.
ان الثورة الجنوبية اليوم امام هذه المتغيرات العالمية المتفاقمة جعلها في مواجهة مع تحديات كبيرة ومعوقات جمة امام ترسانة العدو الاعلامية المنظمة والمدروسة من قبل كبار الاستخبارات الاستعمارية المدعومة من رباعية الاخونج والمد الشيعي الايراني والخلافة التركية العثمانية وقطر الاخونجية وأخرى مختلفة المذهب والثأر ربما لرد اعتبار قديم . قد ملأت قلوبهم حقدا وانتقاما وطمعا في الجنوب موقعا وثروة واعدة وليدة لا يراد ولادتها ..ولهذا أجمعوا على الجنوب حروبا شرسة ضروسا ظلامية النهج الشيطاني والتمويل السخي لم يسبق للجنوب له مثيلا. حروبا تم الاعداد لها بدقة متناهية فاقت الحاسبات الإلكترونية على المدى الطويل، اتخذت من بث الاشاعات الكاذبة اساسا للانطلاق الشرير نحو تمزيق الشعب الجنوبي من الداخل وذلك بدفع الآلاف من جنوده وأدواته مدفوعةالاجر مسبقا لنشر المخدرات والاخلاق البذيئة المنافية للشريعة داخل الصفوف الجنوبية ونشر السموم لاغراء الشباب اليائس بالمال لضمهم الى صفوفهم العدوانية والارهابية للزج بهم في حرب استنزافية ضد اهلهم ووطنهم في محرقة الوحدة او الموت بأيد جنوبية بالنيابة عنهم، الموت للجنوبيين والحياة للاطماع العدوانية مستغلين بذلك الظروف المعيشية القاسية التي فرضت على الجنوب من خلال سياسة التجويع الممنهجة من اجل التخلي عن مطالب فك الارتباط وتفكيك القوة الجنوبية.. إنها حرب قذرة انتقامية عنصرية/ عرقية ماحقة لسحق الجنوبيين طبقا لفتاوي التكفير واحلال دم و مال الجنوبيين وجواز شرعية الحرب حسب فتاوي علماء السفك والدجل ومردة الشياطين على الجنوب دون سواه.
ان الجنوب امام مارد لا يهمه الا نفسه، القتل لذته؛ ومال الغير هو جدير به؛ والناس لم يخلقوا إلا لخدمته.. نهج مأسوني المذهب يظهر جليا واضحا في الحرب الخدماتية (جوع كلبك يتبعك) والشواهد امام العين كفلق الصبح ملموس للحواس وللخلائق الحي منها والجماد.
لقد استطاع العدو بمكره وخداعه اختراق النسيج الجنوبي واستطاع ان يبهر السذج بحديثه ، وهذه نقلة عدوانية سبقتها مراحل من اعطاء البعثات الدراسية الخارجية وخاصة النفطية منها ومن ثم اقتصار التعيينات لابناء قوى الاحتلال، وهي مرحلة تأهيلية للتمكين أولا ثم مرحلة المناكفات بين الجنوبيين لولادة معوقة جديدة مشلولة العقل، قاصرة التفكير لتمهيد مرحلة مفصلية هامة تكون فيها القوة أداة ضد من يعارض.. للانتقال الى مرحلة طباعة المزيد من اوراق العملة عديمة الغطاء والقيمة، وهي بداية مرحلة الخناق المعيشي والخدماتي والتدهور الاقتصادي ليظل الشعب افرادا كل يسعى في زاويته لنفسه.. مرحلة تفكيك للنسيج الجنوبي / الجنوبي وإلهائه بمكونات تتبعية ضيقة الافق، تديرها عقولا جاهلة بموجب نظام قوى الاحتلال وزهو وخيلاءالمواكب الاستعراضية والشطحات على العامة، لا ترى فيها الا وجوها قد نبتت وأينعت خدودها ثمارا وسوادها بياضا وسمرتها احمرارا ولسانا ملعلعا يسيل بين شدقيه بهتانا وزورا؛ ووعودا ووعيدا.. فهذا الوليد.. الطفل اليمني الذي يعد له أداة لقوى الاحتلال بعدما شاب كما نشاهده اليوم والذي لم تدركه بالأمس مسامعنا.. أفاقا وعاقا لامه الأصل.. بالوحدة أو الموت تظل تحت وطأة من كفر وغدر واغتال وقتل واستحل الذمم.
وياليت للشطحات ان تذهب للعبر ليأتي بالخبر لعله يجد فيها ذاته ومن هو فيها الأكثر ولمن فيها الحكم ينهي ويأمر.. وبكل تأكيد فالحكم الذاتي في العبر افضل واحسن لمن يعرف مفهومه وتعريفه.. باسم النزوح زورا اصبحوا اكثر من اربعة اضعاف السكان الاصليون.. فهل سبق ان وصلت نسبة النازحين في العالم اضعاف سكان المضيف؟ الا ان يكون هؤلاء مستوطنون شأنهم شأن المستوطنين الاسرائيليون في فلسطين، فأي ذات هذه؟! واي حكم هذا في ظل الفصل السابع ؟ واي حكم ذاتي اطلبه والذات في عدم.. والسيادة معتقلة إن لم تكن منتهكة؟ ونحن كجنوبيون معتزون بهويتنا العربية، ولا نحب ان نرى انفسنا ننجر شرقا أو غربا، فعروبة الجنوب اختيار لن نغيره مهما لاقينا من جفاء عربي، فهل يعاقبنا أشقاؤنا على استعادة دولتنا التي سلبت منا بوحدة غادرة للمواثيق والمعاهدات، وبالحروب العدوانية انتهكت المحرمات؟ وهل يعاقبنا أشقاؤنا على إنتماؤنا العربي الجنوبي السني شافعي المذهب؟
وان من عجائب ما نشاهده أن نجد عاقلا يزعم أن له دراية بالانظمة والقوانين، ثم ينكر هذا الذي نقول، أو يجهل أنه من أبسط مقومات المرونة والاستمرار لاي شرعة أو قانون، وأعجب من ذلك، ان تجد عاقلا يسوغ كل ما يقدم عليه فرد من من الناس من ألوان الجرائم والجنايات التي ينزلها ظلما وعدوانا بحجة الطوارئ. فباب اليمن ليس كباب السلام ولا دار أبي سفيان، فهيهات هيهات.
إن *مفهوم الحكم الذاتي* يعني أن المحافظات تتمتع (بدرجة) من الاستقلالية في إدارة شؤونها المحلية لكنها تظل تحت السلطة المركزية للدولة باعتبارها المسؤولة عن الشئون الوطنية والسياسات العامة، بمعنى تحت سلطة قوى الاحتلال.
*بينما الحكم الفيدرالي* يعني أن السلطة مقسمة بين الحكومة المركزية والحكومات المحلية. وتظل المحافظات تتمتع بدرجة من (الاستقلالية) في إدارة شؤونها المحلية وتظل الحكومة المركزية مسؤولة عن الشئون الوطنية.
فأيهما افضل اذن؟ ان اختيار نظام الحكم يتوقف على احتياجات الدولة ودرجة الاستقلالية التي تتمتع بها المحافظات على ان يكون هناك توازن بين السلطة المركزية والاستقلالية المحلية لضمان الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية.
فأي حكم ذاتي هذا يكون تحت غطاء قوى الاحتلال؟ إلا أن يكون المطالبة بالعودة الى باب اليمن.. فكفى استهزاء لعقول البشر وسخرية للناس تحت مطالب باهتة.
إن كرامة الانسان بعودة الدولة اولا ثم بالفيدرالية ثانيا لضمان الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية.
إن المؤامرة على الجنوب كبيرة والتحديات عظيمة.. أفيقوا وتمعنوا ماحولكم وما وصل بكم الحال.. فاللعبة لعبة الكبار في حرب خدماتية ومعيشية لزعزعة النفوس لتمزيق الاجساد وما تلك المكونات إلا سقوطا في شراك المفترس.. ولابد من المعالجات الجادة لمواجهة التحديات بالتفاوض مع التحالف والحكومة للوصول الى حلول وسطي تسمح للمجلس الانتقالي الجنوبي بالحفاظ على مصالحه ومطالب الشعب، والبحث عن دعم دولي من خلال التواصل مع المنظمات الدولية والهيئات الدبلوماسية كما يجب التواصل بشكل فعال مع الشعب لشرح الوضع وتوضيح الخطط والمبادرات وضرورة البحث عن بدائل للشراكة الحالية، مثل التفاوض مع جهات أخرى أو البحث عن دعم من دول أخرى. وتوضيح موقفه واهدافه للشعب وللدول دفاعا عن الحقوق كما يجب البحث عن الدعم القانوني والحفاظ على الثقة الشعبية من خلال الشفافية في التعاملات واتخاذ القرارات والاستماع الى مطالب الشعب وآراءه للعمل على تحقيق المطالب وذلك للحفاظ على الثقة الشعبية.. هذا مانراه حسب تصورنا المتواضع من خلال ما نلمسه ونلامسه من معاناة فوق طاقة البشر وحجم الكارثة التي وصل اليها الشعب مما يتوجب تدارك الامر قبل وقوع الفأس على الرأس.. فالمؤامرة كبيرة على الجنوب لوأد القضية الجنوبية لفرض واقع مرير خلاف ما يطلب تحقيقه باستعادة الدولة الجنوبية.