رئاسة الحكومة من بحاح إلى بن مبارك

2025-05-03 06:56

 

جدلية العلاقة بين الحكومة والرئاسة اشكالية قائمة في النظام الرئاسي عامة وفي النظام اليمني خاصة.

 

خلال فترة هذه الحرب الطويلة ترأس الحكومة اليمنية "الشرعية" أربعة أشخاص هم: خالد بحاح، والدكتور احمد عبيد بن دغر والدكتو معين عبدالملك وأخيرا الدكتور احمد عوض بن مبارك، وتم إجراء تعديلات أو تغييرات وزارية عديدة شملت تقريبا كل الحقائب الوزارية.

 

تولى خالد بحاح رئاسة الحكومة التي سميت حكومة الوحدة الوطنية في 7 نوفمبر 2014 بعد "اتفاق السلم والشراكة" عقب سيطرة مليشيات الحوثي على صنعاء تحت يافطة "انتفاضة شعبية" لاصلاح مسار ثورة 11 فبراير 2011.

 

وبعد انقلاب الحوثيين على الرئيس هادي ووضعه هو ورئيس الحكومة بحاح في 21 يناير 2015 تحت الإقامة الجبرية...ظل المجتمع الدولي يعترف ويتعامل مع حكومة بحاح الذي أضيف إليه منصب نائب الرئيس هادي في 12 ابريل 2015م.

 

من باب إلانصاف لابد من القول إن خالد بحاح كان الأكثر قدرة على إدارة الحكومة في تلك المرحلة الصعبة التي تعرض خلالها للإقامة الجبرية في صنعاء ومن ثم أكثر من محاولة اغتيال في عدن.

 

لكن حزب الإصلاح حاول مرار تعطيل جهود حكومة بحاح الرامية إلى استتباب الأمن والاستقرار ومواجهة تحديات أوضاع الخدمات والمرتبات والتعامل المرن والواقعي مع الملف الجنوبي، وتم افتعال خلافات توجت بازمة بين بحاح وهادي حد إصرار الأخير على اقالة بحاح (يا أنا يا هو).

 

ثم تولى رئاسة الحكومة الدكتور احمد عبيد بن دغر في 4 ابريل 2016م.

تمكن بن دغر المعروف ببراجماتيته من كسب ثقة كل من الرئيس هادي وحاشيته واحزاب وقوى الشمال وكذلك التحالف...لكنه فشل فشلا ذريعا في التعامل مع الملف الجنوبي وفي ملفي الخدمات والمرتبات.

 

شهدت فترته فسادا ماليا واداريا واسعا وتدهورا مريعا في وضع الخدمات والمرتبات في الجنوب. كان عهده فترة صراعات وأزمات مع المجلس الإنتقالي الجنوبي والقوات الجنوبية وشعب الجنوب كله....حتى تم اقالته بقرار جمهوري من الرئيس هادي مع احالته للتحقيق بتاريخ 16 أكتوبر 2018.

 

تولى الدكتور معين عبدالملك رئاسة الحكومة مرتان عقب إقالة بن دغر حتى تعيين الدكتور احمد عوض بن مبارك خلفا لمعين في 5 فبراير 2024م.

 

حكومة معين هي الأخرى لم تستطع إحداث أي تحسن في أوضاع الخدمات والمرتبات، وتضخما في عهدها ملفا الفساد والفشل إلى مستويات لاتطاق.

 

أما رئاسة بن مبارك للحكومة، فعلى الرغم من بداياتها المبشرة إلا أنها اصطدمت بعدم رضى الجانب الشمالي في مجلس القيادة وعلى رأسه العليمي.

 

وكشرت رموز الفساد أنيابها بمجرد بدء محاولات بن مبارك الاقتراب من عش الدبابير.

 

ويبدو ان العلاقة بين رئيس الحكومة ورئيس مجلس القيادة قد وصلت إلى طريق مسدود ويكاد الصراع ان يحسم لصالح العليمي.

 

قد يذهب بن مبارك ويأتي غيره...لكن هل سيكون لتغيير كهذا أي تأثير إيجابي على أوضاع ما تسمى المناطق المحررة واوضاع الحرب والسلام؟

 

حتى من باب التفاؤل من الصعب الإجابة بنعم.

 

إذ الأزمة ليس في رئيس الحكومة، فحسب، بل في منظومة الحكم كلها وفي السياسة والنزاهة أولاد وأخيرا.

 

*باحث ومحلل سياسي وعسكري