في ذكرى تحرير ساحل حضرموت، تتجدد النقاشات والحوارات حول موقع حضرموت في المشروع الوطني الجنوبي، ولكن من الأهمية بمكان التأكيد على أن حضرموت كانت منذ ارتقاء أول شهداء الحراك الجنوبي في المكلا بارجاش وبن همام عام 1997، ولا تزال رأس حربة لهذا المشروع الوطني العظيم. مواقفها الثابتة وتاريخها المشرف لا تحتاج إلى إعادة إثبات أو برهنة، فهي كبيرة بذاتها بتاريخها وثقافتها ومكانتها، وستبقى كذلك إلى الأبد.
حضرموت ليست بحاجة إلى أي منحة سياسية من أحد لإثبات حقوقها أو مكانتها، لأنها تمتلك المقومات اللازمة التي تجعلها قادرة على حماية نفسها وتحقيق تطلعات أهلها سواء في إطارها المحلي أو ضمن دولة الجنوب. هذا الثبات في الموقف يجعل حضرموت حجر زاوية في أي مشروع وطني جنوبي، ولا يمكن إنكار دورها القيادي والمحوري.
الرؤية الواضحة تجاه حضرموت لا تعني انعدام التحديات. هناك أحيانًا تباينات في وجهات النظر بين مكونات الجنوب يستغله اعداء المشروع الوطني، وهو أمر طبيعي في أي مشروع وطني كبير. التحدي الحقيقي يكمن في كيفية إدارة هذه التباينات بشكل إيجابي وبناء. الحوار هو الوسيلة الناجعة للوصول إلى تفاهمات تحقق الإجماع الجنوبي المطلوب في كل مرحلة.
في ظل هذه المرحلة الحساسة، من المهم أن نتجنب التصنيفات والإقصاء. الوطن أكبر من أي خلاف، ويجب أن يظل باب الوطنية مفتوحًا للجميع. الإيمان بأن الحوار قادر على تجاوز العقبات هو الخطوة الأولى نحو تعزيز التماسك الجنوبي. لا ينبغي أن نختم على تاريخ أي فرد أو جماعة بوصمة "الخيانة"، لأن مثل هذه السلوكيات لا تخدم إلا من يريد زرع الفتنة بين أبناء الجنوب.
مع ذكرى تحرير ساحل حضرموت، تتجدد الآمال في تحقيق مزيد من التكاتف الجنوبي. حضرموت، بتاريخها وثقافتها، تظل عنوانًا للوحدة والصمود. دعونا نعمل معًا على مداواة الجراح وتجاوز التحديات، لأن الجنوب يستحق منا أن نجعل مصلحته فوق كل اعتبار.
لذلك، دعونا نستلهم من حضرموت قدرتها على الثبات والعمل بجدية للحفاظ على مشروعنا الوطني الجنوبي، مؤكدين أن الحوار والتفاهم هما السبيل لبناء مستقبل مشرق لجميع أبناء الجنوب.
د. حسين لقور بن عيدان