شواهد تاريخية تنفي روايات مختلقة لبعض الحضارم الانعزاليين عن ضم حضرموت بالقوة في عام 1967من قبل النظام الذي حكم الجنوب بعد رحيل بريطانيا وعلى عكس ذلك كثير من الشواهد والحقائق التاريخية تؤكد ان حضرموت ضمت الجنوب الى مشروع الدولة الجنوبية.
ابن حضرموت والمحلل السياسي والكاتب الصحفي ابن غيل باوزير "هاني سالم مسهور" كتب عن من يمارسون ليّ عنق التاريخ بحثًا عن مظلومية تاريخية لحضرموت فيه إجحاف وظلم للحضارم وأدوارهم السياسية قبل الاستقلال الأول وبعده. فعلي سالم البيض حضرمي ابن حضرمي، ومن مؤسسي حركة القوميين العرب، وواحد من الرموز القومية العربية، ومعه مجموعة من الحضارم الذين لعبوا أدوارًا سياسية في صناعة تاريخ المنطقة العربية، وليس فقط حضرموت.
وأضاف "مسهور" في تغريدة رصدها محرر "شبوة برس": حتى عمر باعباد ومن بعده شيخان الحبشي، هم شخصيات لعبت أدوارًا كبرى في تشكيل الهوية السياسية للمنطقة. ولذلك، فإن تصغير حضرموت بالضمّ والإلحاق فيها جناية بحق إرث شعب قدّم، في وقت تأسيس النظم العربية الحديثة، تجربةً أساسية لم تكن خاطئة، بل كانت سياقًا من العمل الوطني الشريف، انتهى بجلاء الاستعمار البريطاني عن جنوب شبه الجزيرة العربية، وإقامة دولة وطنية جامعة لأكثر من عشرين سلطنة ومشيخة في دولة وطنية عربية واحدة.
تكمن قيمة الاستقلال الأول في تراكم الحركة الوطنية الحضرمية وتطورها، حتى بلغت مجدها بتحقيق ما كان مكتوبًا كورقة في صحيفة (وأقصد بها دستور دولة حضرموت) إلى واقع حقيقي. هنا تتجلّى القيمة، إضافة إلى أن الحضارم أنفسهم كانوا رواد الحركة التنويرية في المنطقة. وتحت كل المبررات، لا يمكن تجاوز دور المفكرين عبد الله باذيب وبامطرف، حتى وإن اختلفت الأزمنة والتصورات؛ فما قدّمه الحضارم هو إرث لا يجوز تسفيهه أو الاستخفاف به لأجل اختلاق مظلومية.
يفترض بهذا الجيل الجنوبي أن يقرأ التاريخ بعقول يقِظة؛ فهو جيل لآباءٍ حققوا استقلالًا وطنيًا كاملًا. وما حدث بعد ذلك، حدث في كل الجمهوريات العربية، فلم ينجُ أحد. فلا داعي لجلد الذات، ولا لحفر القبور بحثًا عن مظلومية لم تكن، فالجميع كان شريكًا في وطنٍ واحد.