‏حول مشروع تأسيس مجلس شيوخ ‎#الجنوب_العربي

2025-03-30 17:46

 

كثر الحديث خلال الساعات الماضية عن "قرار تشكيل اللجنة التحضيرية لمجلس شيوخ الجنوب العربي"، ورأى البعض أن هذا المجلس جاء كردة فعل على أحداث معينة. لكن يجدر التأكيد أن هذا المشروع ليس وليد اللحظة، بل هو أحد ثمار مخرجات ‎#الحوار_الوطني_الجنوبي الذي عُقد في العام 2023م. بدأ المشروع كخطوة لإنصاف شريحة واسعة من أبناء الجنوب، لكنه يتجاوز ذلك ليؤسس لرؤية وطنية شاملة، لا يعارضها إلا من يجهل أهدافها أو يسعى لمصالح ضيقة.

 

‎#الجنوب_العربي وطن يتسع للجميع، وليس حكرًا على فئة أو جماعة. دعم مثل هذه المبادرات يعكس إيمانًا حقيقيًا ببناء وطن عادل، لا ظالم فيه ولا مظلوم. ولعل من أبرز ما يميز قبائل الجزيرة العربية تاريخها العريق وإرثها الغني، لكن قبائل الجنوب تحديدًا تمتلك ميزة فريدة قد لا تُضاهى في مكان آخر: التسامح، المصالحة، التكاتف، والتضامن. وما وقوف قبائل الجنوب دفاعًا عن حضرموت قبل نحو 700 عام إلا دليل حي على تاريخ قبلي مشرف، مليء بالمواقف الأخوية والتكافل.

 

هذا المجلس يستحق الدعم، لكن نجاحه يتطلب البدء بخطوة أساسية: إنصاف مدينة عدن، (العاصمة)، التي عانت أهلها من الظلم والتنكيل بعد الاستقلال أكثر من أي مدينة جنوبية أخرى. تعرض سكان عدن للتشريد والتأميم وأشكال الاضطهاد التي تركت ندوبًا عميقة. لذا، ينبغي أن تكون عدن في صدارة الأولويات، ليس فقط لاستعادة حق أهلها، بل لأن إنصافها يمثل حجر الأساس لنجاح المشروع في بقية المحافظات الجنوبية. عدن بتاريخها العريق وإرثها الإنساني والوطني المتنوع يجب أن تكون حاضرة بقوة في هذا المجلس.

 

هذا المشروع لا ينبغي أن يُفهم كمجلس قبلي تقليدي على النمط المعروف في اليمن، حيث يقتصر على زعيم قبيلة يحل النزاعات بنحر الأضاحي أو بالتحكيم المسلح. ما نطمح إليه هو كيان وطني حديث، يعبر عن التنوع الاجتماعي والثقافي للجنوب، ويحتفي بإرثه الإنساني والوطني. نريده مجلسًا يقوم على القانون كفيصل في كل القضايا، بعيدًا عن العصبيات الضيقة.

 

أتمنى لـ "أ. ‎#علي_الكثيري وفريقه التوفيق والنجاح في تحمل هذه المسؤولية الوطنية الكبيرة. 

والله الموفق.

 

‎#صالح_أبوعوذل