يقول بعض الكتاب ان المواجهة بين أمريكا وإسرائيل من جهة والحوثي مجرد (تمثيلية!).. لكني لا أراها كذلك إنما للطرفين مصلحة في إظهار أنهما متحاربان!، الحوثي يسعى الى تقديم نفسه بأنه الوحيد الذي ينصر غزة في وقت تخلى جميع العرب عنها، اما صواريخه ومسيراته لم نسمع انها قتلت إسرائيلي او أمريكي لكنها بالفعل جعلته المناصر الوحيد للحق الفلسطيني والوقوف في وجه الهمجية (الصهيوأمريكية).
وإسرائيل وجدت في صواريخ الحوثي ذريعة أنها ضحية وأن أمنها وشعبها في خطر وانها بحاجة الى الدعم والمساعدة..
وأمريكا اوجد لها الحوثيون ذريعة البقاء والتدخل من اجل حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر والبحر العربي..
هذا التخادم ليس بالضرورة ان يكون إتفاق بل هو توافق مصالح لخدمة جميع الأطراف.
وبالمناسبة فإنه في مثل هذه الظروف التي تمر بها الأمة العربية من التخاذل والتآمر والتخادم مع العدو، يظل كل من يحمل السلاح ومواجهة الأعداء بطل قومي وهو بالضبط ما يسعى له الحوثي.
كما ان المليشيات الحوثية وجدت في حرب الإبادة في غزة طريقا تحصل من خلاله على حاضنة شعبية و يقربها من الشارع العربي ويظهرها بأنها حامية حمى العقيدة والعروبة.. وبالفعل ظهرت اصوات تمتدح اطلاق الصواريخ الحوثية على إسرائيل وحتى مع ما تسميه المليشيات المواجهة مع حاملات الطائرات الأمريكية واسطولها في البحر الأحمر.
الشعب العربي عاطفي والحوثي ذكي استطاع استغلال التعاطف الشعبي العربي مع غزة وقام بتوجيه صواريخه إلى إسرائيل!! هذه الصواريخ فعلت في الإعلام اكثر مما فعلته في إسرائيل لكنها أظهرت الحوثيين هم حماة العروبة والمدافعين عنها في ظل هذا التخاذل المخزي للأنظمة العربية التافهة.
تتحدث الأخبار في بعض المواقع ان حكومة (فنادق الفساد) رفضت طلبا أمريكيا لإنزال قوات على الساحل الغربي للضغط على الحوثي وحماية الملاحة في البحر الأحمر!!! هذه الأخبار والتسريبات يقوم بها ذباب (الشر عية) من أجل إظهار أن لديها قرار المنع والموافقة او ان لديها سيادة على البلاد.
أمريكا ليست بحاجة الى موافقة حكومة الفنادق اذا ارادت ستفعل لكنها تخشى الحوثيين فقط.
اذا فعلتها أمريكا وقامت بإنزال جنود على سواحل الحديدة وحجة ستندم وستدفع الثمن غاليا.. لا نقول هذا تمجيدا للحوثي لكن وجود احتلال أمريكي لن يقبله أحد حتى وان كان هذا الانزال يستهدف الحوثيين بل سيجلب لهم مزيد من التعاطف والدعم.
.. في رأيي المتواضع ان أمريكا لا تريد القضاء على الحوثيين لكنها لا تريدهم اقوياء بل تحاول اضعاف قدراتهم العسكرية حماية لإسرائيل.. ولها مصلحة في بقائهم وان كانت على خلاف معهم لأنها قد تستخدمهم مستقبلا للضغط على جهة ما لتمرير سياساتها ومؤامراتها التي لا تنتهي في المنطقة.