مر عام ونصف من القتل والدمار والتشريد والجوع والعري والخذلان على سكان غزة، وما أن استعاد الكيان الصهيوني بعض اسراه (المهمين) حتى نقض عهده وانقلب على اتفاق وقف اطلاق النار! واليهود هكذا ليس لهم عهد ولا ذمة : ﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ وقال تعالى :
(الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ).
يحاولون ان يجبروا سكان غزة على الهجرة الإجبارية إلى اي مكان بعدما رفضت مصر والأردن استقبالهم.
سكان غزة بين خيارين كلاهما مر، اما البقاء في ارضهم وانتظار الموت، واما التشريد والتهجير الى المجهول.
أمريكا وإسرائيل و(بعض العرب) متفقون على إنهاء قضية فلسطين بطرد الفلسطينيين من ارضهم إلى بلد آخر كما حصل عام 48 عندما طردوا من مدنهم وقراهم إلى الاردن ولبنان وبعض الدول الأخرى ولا زالوا فيها الى اليوم، إلا إنهم في الحاضر يريدون ان ينهوا الوجود الفلسطيني في فلسطين ليغيروا إسمها إلى الأبد إلى (مايسمى دولة إسرائيل!).
زعيم الصهيونية العالمية (دونالد جي ترامب) طلب من حكومة " أرض الصومال" قبول توطين الفلسطينيين مقابل الإعتراف بحكومة (صومالي لاند) ولازال المقترح على الطاولة ومن المؤكد ان يقبل رئيس جمهورية أرض الصومال موسى بيهي عبدي بهذا العرض من اجل الخروج من العزلة والحصول على الاعتراف الرسمي بدولته، وبهذا ترمي أمريكا عصفورين بحجر واحدة.. تعترف بحكومة أرض الصومال وتقسم جمهورية الصومال الى قسمين.
هذه الجريمة التي تمرر ضد شعب فلسطين ماهي الا حلقة في مسلسل التآمر الذي بدأ في صورة (الربيع العبري)، بعد أن استطاع الأعداء تدمير العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان بتآمر وتواطئ عربي مع العدو، ولازال الحبل على الجرار ومن فرح على أخيه اليوم سيبكي غدا لأن العدو لن يستثني أحد والمؤامرة تشمل جميع اقطار العالم العربي.
ان هذا الصمت العربي المخزي أمام الهمجية (الصهيوأمريكية) والجريمة في حق الإنسانية بتهجير وطرد سكان فلسطين ماهو إلا مشاركة عربية صريحة في قتل وتشريد وتهجير سكان غزة والضفة. هذا الصمت سيكون له انعكاس في المستقبل على الأنظمة العربية الحاكمة العميلة وسيرتد وبال عليها "وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون" .
سيتم ترحيل وتهجير سكان غزة لا محالة لأنه من غير المجدي إنتظار الموت المؤكد في بقعة صغير محاصرة ومدمرة.. لكن التاريخ سيلعن حكام العرب المتخاذلين الأذلاء وسيفرد لهم صفحة سوداء من صفحاته يستحقونها، ستجلب لهم العار في الدنيا والآخرة.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.