السيد زين عبده باهارون أو رئيس وزراء لعدن في الستينات
*- شبوة برس - جسار مكاوي
لطالما شهدت عدن محاولات عديدة لإنشاء أطر تجمع أبناءها، بهدف تعزيز حضورهم السياسي والاجتماعي، إلا أن أغلب هذه المبادرات انتهت دون تحقيق نتائج دائمة. فيما يلي أبرز السوابق التاريخية لهذه الدعوات:
1. الجمعية العدنية (1949)
في 16 أبريل 1949، اجتمع أكثر من 150 من أبناء عدن في مقر صحيفة فتاة الجزيرة لتأسيس الجمعية العدنية، بهدف حماية مصالح العدنيين وتنظيم علاقتهم بالحكومة البريطانية.
سرعان ما واجهت الجمعية عراقيل بسبب تدخلات السلطات الاستعمارية وغياب الدعم السياسي الداخلي، مما أدى إلى تراجع دورها تدريجيًا.
2. دعوة محمد علي لقمان لتنظيم أبناء عدن (منتصف القرن العشرين)
المحامي والصحفي والأديب محمد علي لقمان (رحمه الله) كان من أوائل الداعين إلى إنشاء كيان يجمع أبناء عدن، لتعزيز دورهم في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية.
أسس صحيفة فتاة الجزيرة عام 1940، ولعب دورًا بارزًا في تأسيس نادي الإصلاح العربي عام 1930.
لم تستمر جهوده بسبب ضعف الدعم الشعبي ومعارضة بعض القوى السياسية التقليدية التي رأت في أفكاره تهديدًا لنفوذها.
3. حزب الاستقلال (1961)
تأسس الحزب في يونيو 1961، وكان يهدف إلى تحقيق استقلال عدن والمحميات المجاورة، لكنه اصطدم بواقع سياسي معقد أدى إلى تراجع تأثيره.
ضعف التنسيق مع القوى الأخرى والانقسامات الداخلية أسهما في عدم استمراره كقوة فاعلة.
4. محاولات ما بعد الاستقلال (1967-1990)
بعد الاستقلال عن بريطانيا عام 1967، لم يكن هناك مجال لمبادرات مستقلة، حيث أُدمجت كافة المكونات السياسية ضمن إطار الحزب الاشتراكي اليمني.
شهدت فترة الوحدة اليمنية (1990-1994) محاولات خجولة لإعادة تشكيل أطر عدنية، لكنها اصطدمت بالصراعات السياسية التي أدت إلى حرب 1994.
5. دعوات ما بعد 1994 و2015
بعد حرب 1994، برزت محاولات لجمع أبناء عدن تحت أطر مدنية، لكن غياب الدعم السياسي والواقع الأمني المضطرب أعاق استمرارها.
عقب 2015، ظهرت بعض الدعوات لتنظيم جهود أبناء عدن، لكنها لم تتحول إلى مشاريع حقيقية بسبب التحديات السياسية والميدانية.
الدروس المستفادة من السوابق التاريخية
غياب الدعم المؤسسي أدى إلى تعثر معظم المبادرات.
التدخلات السياسية والصراعات الداخلية أضعفت أي جهود مستقلة.
عدم وضوح الأهداف والاستراتيجيات جعل العديد من الكيانات غير قادرة على الصمود.
كيف يمكن الاستفادة من هذه التجارب؟
وضع رؤية واضحة تعتمد على العمل المشترك مع الكيانات القائمة، وأبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي.
تجنب الصراعات الداخلية والتركيز على قضايا التنمية والخدمات.
تشكيل كيان قابل للاستمرار، بعيدًا عن التجاذبات السياسية الضيقة.
إن دعوة الأستاذ شكيب الحبيشي خطوة إيجابية، لكنها تحتاج إلى رؤية واضحة واستفادة من دروس الماضي. وبدون آليات تنفيذية متينة، قد تواجه هذه الدعوة مصير سابقاتها، مما يجعل من الضروري العمل بجدية على تحويلها إلى مشروع عملي يخدم عدن وأهلها في إطار وطني شامل.