*- شبوة برس – أ سعيد علي عولقي
(الكركوس) دخلتني السيلمه واحرمتني الكركوس. !! كانوا رجال اول وحريم اول فنقين، فيبهم شجن لكل شيء.. وحريمهم كمان مصايب يتطلعوا لكل حاجة، وكل وحدة منهم تسمع زوجها المنلوج السقيم: متخرجنيش تمشيني كما حريم الناس. !! متدخلنيش السيلما، وايام الزيارة متدودينيش الكركوس، وحتي جزمتي بالية ومش من ابو التوسة ( والتوسة لمن نسي لهجة عدن القديمة هي الكعب العالي) ولا مرة دخلتني المسبح كما النساوين. !! والشيدر فوقي له سنة وطلبتك تجيب لي شيدر ستين اتصانجنتي -- اعذروني، اكتب تحت وطأة الانفلونزا اللي تفترس جسمي وتؤثر على حواسي من كثرة عقاقير الادوية المضادة -- الرجال مش من العاجزين، وعد حرمته عشان يسكتها انه يوديها بستان عبدالمجيد السلفي حديقة الحيوانات منشان تستأنس مع اصحابه هناك.!!
انا اذكر حكاية الكركوس ذا وعمري 9 سنين ايام ماكنت كذا صغير وقليل اهبل.. سمعت به من العيال.. قلت باكلم ابي.. يسمئ الكركوس عندنا احنا بس.. بس في له اسامي كتير.. الاراجوز.. القره قوز.. العرايس.. وكده حاجات تانية مش داكرها لاننا اسعل وفيبي انفلونزا بنت كلب. !!
واجت علينا كده ايام عيد.. وفي العيد عندنا تتركب الدراهين.. والطلاحات،، والزحلقات،، وسباحة الحجر،، والبخت يانصيب بالايجول،، والمطاريش اللي يخزقوا اعمارهم بالمسامير،، واللي ينفخوا النيران من لقوفهم،، واللي يرقص الحية ياقارون،، والمحف حق الخيول،، وديك الحاجات اللي يعرفوفها اهل اول. !!
والعيد اجانا مانهب له؟ هب له دجاجة تلعب له.. وناس يدوروا بجمل مرقمش بالحنا وينشدوا ومن وراهم عيال السوق : برك جمل واشبع لحم، واللي ماله لحمه ماله عيد.. ومابعد الحراج الا البيع، وانتي ياسحابه ابرقي حالي واعسل رازقي، وفي قول آخر.. حالي وافرس عولقي..
والكلام يودي ويجيب وانا دوخت بابي منشان يودينا الككركوس دا.. وهو حالف يمين ميدخلش الخرابيط هذي،، وبعديت عدلت عله صديقه مهدي سالم ليقنعه فوافق نروح ميدان الزيارة وادخل وحدي وينتظرني مع مهدي سالم نص ساعة بمقهاية القفوع لما اخرج من دا الكركوس. !! ودخلت.. كانت المسالة كلها هباله وشبه مهزلة او بالاصح مسخرة.. ناس كدا عيال صغار وناس كبار معممين ومشنبين، ومافيش مدقنينين لاننا لم ندخل بعد مرحلة الدقون الوطنية السلفية الجهادية الشعبية. !! وقفت اتفرج.. فين الكركوس ده؟ اشاروا لبسطه عبارة عن دكه مستطيلة مغطاة بقماش مزركش واصابع خفية على الناحيتين تلعب عرايس.. وفي وسط المشهد يخرج رأس آدمي لامرأة صغيرة كما يبدوا من ملامحها.. وحول اسفل رقبتها جص من الفخار يحيط بادناها.. وتبحلق بعينيها وتديرهما شمالا ويمينا لتدلنا علي انها حية ترزق وبأحسن صحة.. طيب.. في واحد رجال مهندم وبيده عصا يبدوا انه صاحب الكركوس والمدير المايسترو لهذه المسخرة المسلية ويقف عى يسار دكه البسطة والعصا بيده : ويبدأ عرضه السحري ويسأل راس المرأة :
--- ايش اسمك ياحرمة؟
فترد بالرد الذي تلقنته طبعاً : --- اني مبسوطة كتير
--- صحتك تمام؟
--- تمام بس فيبي غاثي. !!
--- ايش طلباتك؟
--- اشتي اتزوج؟
--- طيب.. معزك.. بس دلحين تطلبي شيء؟
--- بطني تفحسني.. ودوني الزولي. !!!
يبدوا من هذه البلاهة غير الموافقة استدرار ضحكات الجمهور.. وبرغم صغر سني لكن بلاهتي لم تكن قد بلغت هذا القدر.. وقبل ان اشم رائحة البراز قررت مغادرة الكركوس لآخر مرة.. والتحقت بابي وصديقه مهدي سالم. !!
لكن صوت المرأة المناكفة لزوجها من اجل الكركوس ظل يطن في اذني وهي تقول له:
مش عيب عليك يا حبيبي يا ديوس
دخلتني السيلمه واحرمتني الكركوس