مقالات
الوسطية فى الاسلام:
اعظم حدث فى النصف من شعبان هو تحول المسلمين فى قبلتهم من المسجد الاقصى الى المسجد الحرام{ وبعد ذلك الحدث يقول سبحانه{﴿١٤٢ وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيۡهَآ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ ١٤٣ ﴾ [البقرة: 143]
ومن اعجاز هذه الاية الكريمة ان موقعها من حيث ايات سورة البقرة انها وسط السورة لان سورة البقرة286 آية
والوسطية هى الاعتدال فى كل شيء من غير زيادة ولانقصان ففيما يتعلق بالاخلاق يقول علماء الاخلاق ان الفضيلة وسط بين رذيلتين بمعنى ان الشجاعة وسط بين التهور والجبن وان الكرم وسط بين الاسراف والبخل
وفيما يتعلق بالوسطية فى السلوك يقول سبحانه
.﴿...وَلَا تَجۡهَرۡ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتۡ بِهَا وَٱبۡتَغِ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلٗا ١١٠﴾ [الإسراء: 110] بمعنى لاترفع صوتك اثناء الصلاة اكثر مما يحتاج من وراءك ولا تخافت به فلا يسمعك ومعنى ذلك ان الذين يشغلون الميكرفونات اثناء الصلاة لافقه لهم بالقرءان بل هم اقرب الى المعصية لقوله تعالى {﴿وَٱقۡصِدۡ فِي مَشۡيِكَ وَٱغۡضُضۡ مِن صَوۡتِكَۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصۡوَٰتِ لَصَوۡتُ ٱلۡحَمِيرِ ١٩ ﴾ [لقمان: 19]
والقصد فى المشى لو التزمه سائقوا السيارات لتفادينا كثيرا من الحوادث وصدق من قال" ان المنبت لا ارضا قطع ولاظهرا ابقى" والمنبت هو المسرع دون اعتدال
وفى الانفاق يقول سبحانه {﴿وَلَا تَجۡعَلۡ يَدَكَ مَغۡلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبۡسُطۡهَا كُلَّ ٱلۡبَسۡطِ فَتَقۡعُدَ مَلُومٗا مَّحۡسُورًا ٢٩ ﴾ [الإسراء: 29]
حتى ان الوسطية فى المشاعر مطلوبة حتى نتجنب ارتفاع ضغط الدم وزيادة السكر وغير ذلك يقول سبحانه {﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ ٢٢ لِّكَيۡلَا تَأۡسَوۡاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ وَلَا تَفۡرَحُواْ بِمَآ ءَاتَىٰكُمۡۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٍ ٢٣ ﴾ [الحديد: 22-23] وليس معنى ذلك ان يكون الانسان بليدا بلا مشاعر وانما له ان يفرح وان يحزن لكن لاتفرح فرحا يطغيك ولا تحزن حزنا يرديك ،وفى الرواية عن الامام على كرم الله وجهه احبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيضك يوما ما وابعض بغيضك هونا ما عسى ان يكون حبيبك يوما ما، لكن لما الشاعر يقول الحب كله حبيته ليك يبقى مسرف
وللحديث بقية
