من منطلق قول الله عز وجل{وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يَٰرَبِّ إِنَّ قَوۡمِي ٱتَّخَذُواْ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ مَهۡجُورٗا ٣٠ وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا مِّنَ ٱلۡمُجۡرِمِينَۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيٗا وَنَصِيرٗا ٣١ الفرقان}".
هذه شكوى قدمها الرسول لربه، والمعنى انهم يعرفون القرءان تماما ويعلمون انه منزل من ربهم، بدليل فعل الاتخاذ واسم الاشارة هذا، ومع هذا يهجرونه، ومن صور هجرهم اياه ادعاؤهم ان السنة تنسخ اياته وان اياته ينسخ بعضها بعضا والنسخ هنا بمعنى الازالة، وهذا من اخطر انواع الهجر والترك،".
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في كتاب الفوائد خمسة أنواع من هجر القران الكريم أحدها : هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه
والثاني: هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به
والثالث: هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين وأن أدلته لفظية لا تحصل العلم
والرابع: هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه
والخامس: هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها ، فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به ،
يقول الإمام الغزالي – رحمه الله تعالى -: [ وتلاوة القرآن حق تلاوته هو أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب ، فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل ، وحظ العقل تفسير المعاني ، وحظ القلب الاتعاظ والتأثر بالانزجار والائتمار ، فاللسان يرتل والعقل يترجم والقلب يتعظ ].
وقد قسم علماء التدوين القران الى ثلاثين جزءا بمعنى ان يقرأ المسلم القران فى كل شهر مرة كما فى حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «اقْرَإِ القُرْآنَ فِي شَهْرٍ» قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً حَتَّى قَالَ: «فَاقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ وَلَا تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ»