ماهو السبب في إنهيار العملة اليمنية في المناطق المحرحرة؟

2025-02-04 16:53

 

يشهد الريال اليمني تدهور يومي في سعره في المحافظات التي لا تخضع لسيطرة الحوثيين، ولا يبدو ان هناك سعر محدد سيقف عنده. 

تدهور مريب تسبب في غلاء فاحش في السلع الأساسية انعكس على الوضع المعيشي للمواطن في مناطق سيطرة التحالف ودفع بنسبة كبيرة من السكان إلى حافة المجاعة.

 

من المتسبب في تدهور العملة؟ وماهو سبب هذا التدهور؟ وهل تقف وراه جهات محددة؟

 

نأخذ كل وجهات النظر من الأطراف المتحاربة دون تحيز لأي جهة لأن ما يهمنا هو الوضع الكارثي الذي وصل اليه حال المواطن العادي في المناطق سيطرة التحالف والشرعية و الإنتقالي. 

 

صنعاء تقول سبب تدهور العملة في بعض المناطق هو قيام (السعودية والإمارات) بطباعة تريليونات من الريال (الجديد) لتغطية نفقات الصرف في المناطق التي تسيطر عليها دون غطاء، وهذا الإجراء جزء من الحرب ضد (انصار الله الحوثيين) وان التحالف قام بذلك الإجراء دون إذن من البنك المركزي والحكومة.. كما يدعي الحوثيون.

 

البنك المركزي نفى ان يكون قام بطباعة اوراق نقدية دون موافقة الحكومة لكنه لم ينفي أنه لم يقم أصلا بطاعة تلك العملة المتداولة في الجنوب وبعض اجزاء الشمال التي لا تخضع للحوثي. يعني ذلك أن الطباعة تمت بموافقة من الحكومة، او بموافقة الحكومة والتحالف دون غطاء.

في الجنوب يعزى تدهور العملة إلى قيام مافيا (شمالية) بالتعاون مع بعض محلات الصرافة في الجنوب بسحب العملات الصعبة وتهريبها إلى صنعاء لتمويل المليشيات الحوثية.. لكن هذا الإجراء وان كان مخالف لأنظمة البنوك إلا ان التدهور السريع لا يمكن ان يكون هذا سببه الرئيسي انما هو احد الأسباب فقط. 

يقول البعض ان الهدف من تدهور الريال سياسي !!! وليس اقتصادي!  كيف ذلك؟ يقولون ان هذا جزء من سياسة تستهدف بعض البلاد من اجل تجويعها وافقار شعبها ليقبل بتمرير سياسات واجندات ماكان ليقبل بها لو لم يتم تجويعه !! (استراتيجية اخضاع الشعوب لتشومسكي).

.. من الممكن ان تكون تلك الجهات التي تنتهج "استراتيجيات تشومسكي" تقف وراء تدهور سعر الصرف وانتشار المجاعة. 

 

بحكم جهلنا بالأمور المصرفية وتعاملات البنوك فإننا لانعلم اي شيء عن السبب الحقيقي في انهيار قيمة الريال مقابل العملات الأخرى هل السبب التحالف أم البنك أم الحكومة؟ 

لكن الذي نفهمه يقينا أن الفساد بكافة اشكالة والوانه هو السبب في كل ذلك. 

 

في صنعاء يقف الريال صامدا بسعره الذي كان عليه عند بدء الحرب (140 ريال يمني مقابل الريال السعودي) رغم الحالة التي وصلت اليها أوراقه... بينما في المحافظات المحرحرة وصل الى (580 ريال يمني مقابل الريال السعودي) هذا الفارق الكبير بين سعر عملة واحدة يدل على خبث السياسة التي يتعرض لها (الجنوب) وان هذا ماكان له ان يحدث لولا الأيدي الخفية التي تلعب به للأسف عبر ادوات محلية. 

ولله الأمر من قبل ومن بعد. 

 

عبدالله سعيد القروة 

4 فبراير 2025