تأملات في الواقع العربي المعاصر

2025-02-02 22:14

 

هي تأملات فقط سأترك التحليل للقارئ.

 

— نشأ الفكر القومي العربي في بداية القرن التاسع عشر على يد مجموعة من رواد الفكر العربي في وقت كان الوطن العربي محتل من قبل القوى الكبرى في ذلك الحين (تركيا وأوروبا) واول من تبنى فكر القومية العربية المفكر والكاتب السياسي السوري ساطع الحصري الذي ولد في صنعاء في 1880م.

 

- بعد جلاء الإستعمار من البلاد العربية انتقل الفكر القومي العربي إلى أحزاب (قومية عربية) انتهجت الفكر الاشتراكي منهجا عقائديا و استبدلت زعمائها العرب بقادة الفكر الاشتراكي و الشيوعي أمثال (ماركس وانجلز ولينين وماو وكيم إيل سونغ) وغيرهم من رموز الشيوعية قدوة لهم يسيرون على نهجهم ويطبقون نظرياتهم الاشتراكية.

 

- الربيع (العربي) او العبري لا فرق الذي قادته احزاب الإسلام السياسي في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا لم يكن عربيا ولم يكن ثورات ضد دكتاتوريات الزعماء بل كان جزء من مؤامرة وضعت اجندتها الاستخبارات الغربية وعهدت إلى الجماعات الإسلامية بتنفيذها.

- تنظيم الإخوان المسلمين بكل مسمياته واجنحته قام بالتنفيذ واسقط بن علي في تونس و مبارك في مصر والقذافي في ليبيا وعفاش في اليمن وأخيراً بشار في سوريا.

- هذه (الثورات) صنعت في واشنطن ورصدت لها المليارات وجندت لها اعلام العالم كله بما فيه (الإعلام العربي).

 

- الدعم الغربي لثورات (الربيع) كان سياسي ولم يكن ابدا من اجل القضاء على الدكتاتورية ونشر الديمقراطية بل كان من اجل (شرق أوسط جديد) تتحول فيه الجيوش العربية الى (شرطة) وتنتهي فيه الأحزاب القومية العربية.

 

- العراق كان البداية وكان بعض الحكام يتغنون بالإطاحة با(الطاغية) ومحاكمته و شنقه يوم عيد الأضحى!! هؤلاء الحكام حصلت لهم قصة الثيران الثلاثة.. و "أكلوا يوم أكل الثور الأبيض" في بغداد.

 

- مصر كادت ان تقع في فخ الأسلمة السياسية بعد بالإطاحة بحسني مبارك لكنها نجت مؤقتاً إلى اليوم، و تنتظرها أيام عجاف وأوقات صعبه بعد أن نجح الأعداء في قص اجنحتها في بغداد ودمشق وصنعاء وغزة وطرابلس. 

- ترامب يريد من مصر قبول سكان غزة طوعا أو كرها! وفي حالة الرفض ستقوم أمريكا بمد خصوم النظام (الإخوان) بكل ما يحتاجون لإسقاطه!! وسيسقط عاجلا أم آجلا.. لكن هناك أمل وحيد في الجيش المصري إذا استطاع البقاء متماسكا وقويا سيحافظ على مصر ويرفض إملاءآت أعداء الأمة. 

 

- سوريا سلمت من قبل الغرب للجماعات الإسلامية ليس حبا في دقونهم، لكن لتمرير ما تبقى من مؤامرة الشرق الأوسط الجديد وصفقة القرن. 

- قد تصبح سوريا بؤرة تآمر ضد كل ماهو عربي، و أداة غربية لتنفيذ ما يمليه عليها ولاة أمرها في واشنطن ولندن. 

 

- لبنان : عام 1975 نشبت الحرب الأهلية واستمرت 15 سنة حصدت ارواح اكثر من 120 الف شخص، وشهدت لبنان غزو اسرائيلي عام 1982 خلال نشوب الحرب بين منظمة التحرير الفلسطينية وسوريا وإسرائيل وكانت لبنان ساحة المعركة. 

- بعد ان تخلصت لبنان من الاحتلال السوري اختطفت من قبل وكيل إيران (حزب الله) عطل المؤسسات الدستورية وحال دون انتخاب رئيس حتى العام 2024 عندما شنت اسرائيل حرب من طراز جديد سمي (حرب البيجر) قضت على قيادات الصف الأول بانفجارات اجهزة البيجر عندما قامت إسرائيل بتفجيرها عن بعد، واغتالت زعيم حزب الله (حسن نصر الله)، قبل حوالي شهر استطاع لبنان انتخاب رئيس. 

 

- اليمن وما أدراك ما اليمن بلد فقير ابتلي (ببسوس العصر) توكل كرمان بدعم (أمريكي سخي) نهقت وزعقت وورائها الآلاف من الغوغاء تقودهم أحزاب تنفذ أجندة أجنبية للقضاء على القوات المسلحة و إسقاط النظام.

- سقط النظام وسقط الشعب وسقطت الأحزاب وهربت البسوس إلى تركيا تستثمر ملايين الدولارات، ثمن خيانتها لليمن وذهب معها من  شاركوها في تدمير اليمن.

 

- ليبيا كانت آمنة مطمئنة موارد هائلة وشعب قليل لكنها لم تشكر نعمة الأمن والأمان وجائها أمر الله :

- (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ).

- أحزاب الإسلام السياسي دمرت الجيش الليبي وفككت منظومة الأمن وسلمت منابع النفط للدول الإستعمارية ولا زالت تحت يدها.

 

- دول الخليج لم تتأثر داخلياً بهذه الزلازل السياسية في الوطن العربي، بالتأكيد هناك أسباب أدت إلى سلامتها (مؤقتاً) من طوفان (الشرق الأوسط الجديد) ولكن يبدو ان الدور اقترب منها إنما حافظ عليها العالم الإمبريالي لحين إسقاط الكبار!! وبعد ان سقطوا ستدفع ثمن وقوفها متفرجة على اخوانها وهم يتساقطون واحداً بعد آخر. 

 

- فلسطين نظامان احدهما عميل في الضفة الغربية (نظام عباس) وآخر مقاوم في غزة (حماس والجهاد).. شعب ونظامان متخاصمان لن يلتقيا إلا على موائد التفاوض وما يتفقان عليه لا يتعدى عتبة المكتب الذي اجتمعوا فيه. 

- السودان يدفع ضريبة الإنتماء منذ ماقبل الربيع، تم تقسيمه (شمال وجنوب) واشعلت فيه حروب أهلية (الجنجويد) ولازالت تدور فيه رحى الحرب تطحن ما تبقى منه.

 

- الجزائر ... كادت تسقط  وحفظها الله، حاول الاسلام السياسي الأمريكي زعزعة اركانها ولم يستطع لأن الجزائر لديها تجربة مريرة ايام حرب الجبهة الإسلامية عرف النظام كيف يتعامل مع (ربيعها العبري) واجهز عليه في مهده والتف حوله الشعب الجزائري.

 

- المغرب مغيب متذبذب بسبب نظام الحكم الذي ينأى بنفسه عن كل ما يحصل في الوطن العربي. 

- كان للملك الراحل الحسن الثاني حضور قوي في القمم العربية وكان صوتا مؤثرا لازلت اتذكر نبرة صوته في القمم العربية. 

- الملك الحالي محمد الخامس خجول و ضعيف شخصية ولم يرث من والده بعد وفاته الا كرسي الحكم ومثله لن يعجز الأعداء عن اسقاطه وقت ما يشاؤون لكنهم يرونه افضل من غيره. 

 

- الأردن بلد الأشراف من سوء حضه العاثر أنه جار للكيان الصهيوني المحتل ومتهم دائما بأنه نظام تابع للولايات المتحدة وبريطانيا ولا يستطيع رفض أي أمر لبريطانيا وأمريكا، مهادن لإسرائيل ومطبع علاقته معها ومنسق أمنيا بحكم الجوار وعدم الندية بالمقارنة مع قوة إسرائيل. 

 

- اما الصومال وجيبوتي وضعهما غير، الصومال كانت فيه مأساة كبيرة خلال حروب أمراء الحرب وكان الصومال أول دولة عربية تتفكك وينتهي جيشها، حاولت الولايات المتحدة التدخل في الصومال لكنها فشلت بسبب شجاعة ويقضة الصوماليين.. قتلوا المحتل الأمريكي وسحلوا جثته في الشوارع.

- جيبوتي دولة صغيرة مسالمة مالها وللأزمات، هي محطة في الطريق للهاربين من جحيم  اليمن.

-

هذه مجرد تأملات في المصير العربي الذي أصبح  في يد الأعداء يتصرفون به كما يشاؤون بسبب ضعف القيادات واختلاف الأهواء والتبعية للأجنبي الذي استطاع زرع الكراهية والحقد بين القادة.

تأملات تثقل الضمير العربي الحر وتشتت الفكر القومي وتثير الشفقة على من لايزال يراهن على صداقة أمريكا أو الإعتماد عليها لحماية كرسيه.

 

عبدالله سعيد القروة

2 فبراير 2025