صحيحٌ أن هناك جان يتلبسون بالإنسان ويقومون بتدمير حياته، كما أننا نؤمن بوجود السحر لتفريق الأزواج إلا أنه وفي الآونة الأخيرة في هذا الزمان نجد تزايدًا ملحوظًا في أعداد المرضى بمرض السحر ومنه سحر التفريق بين المرء وزوجه وانتشار كبير بما يعرف بمراكز العلاج والمعالجين ومن يسمون أنفسهم (بالمشايخ).
مع الأسف الشديد أنقل لكم الآن عن دراية ومعرفة وإلمام بأن بعض الحالات تستدعي بأن نحكم أن (الجن بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب).
هناك عدد من الأزواج أرادوا الفرقة، فحملوا التهم للجن، وهناك عدد من الشياطين البشرية الذين سموا أنفسهم بمشايخ لعلاج البشر ولهم في أنفسهم غاية ومآرب أخرى.
بعض الأزواج من الرجال تسقط عينه على إحدى النساء فيحاول التهرب من علاقته الزوجية الأولى للحاق بعلاقة لامرأة أخرى ويلتمس لنفسه العذر بأن السحر أو الجن قد سيطر عليه وأنه عن غير إرادة طلق زوجته، وكذلك الحال لدى النساء.
في الجانب الآخر لنفس الرجل ولكنه لا يريد الزواج بأخرى بل يريد استمرار اتصاله بامرأة أخرى بشكل خفي عن علم زوجته، وعندما تكتشف أو تشعر زوجته بأعماله الخاطئة والمحرمة، تضطر لطلب الطلاق دون ذكر أي أسباب أو مبررات فيتحمل الجن النصيب الأكبر من القصة، وتنتهي كسابقها.
وللنساء والفتيات مثل هذه القصص والحكايات بل وأعظم من ذلك التي تنتهي بتحميل الجن أسبابها، والجن بريء، واكتفي بالمثالين.
يساعد هذا الانفلات الأخلاقي انتشار عدد كبير من الشياطين تحت مسمى (مشايخ) أو معالجين لغرض الكسب المربح للمال، ومراكز مغلقة ومكاتب، وشهرة، واختلاء بينهم وبين النساء، ومواعدات بالزواج في حال الطلاق، وأحيانا علاقات غير مشروعة، واستغلال البعض بعد إغمائها، ويزاولون المهنة دون علمٍ ودون حسيب أو رقيب من الأجهزة القضائية والأمنية والأوقاف.
الوضوح في العلاقة الزوجية أفضل طريق لنجاحها أو فشلها، والأمانة في العمل وأخلاقياته أفضل من التخفي تحت أقنعة اللحى والعمائم، اتركوا الجن وشأنهم، فقد تقاعدوا عن أعمالهم بسبب شروركم الكافية.
*- أحمد هشام الزمري