المبادرة الخليجية كانت هي اهم اسباب تدخل التحالف في اليمن لكون دول التحالف وفي مقدمتها السعودية والرباعية هي الضامنة لتنفيذ المبادرة الخليجية والتي تم تعديلها بموجب شروط الرئيس السابق علي عبدالله صالح .
الغلطة التي ارتكبت بعد التدخل العسكري هي اعتماد التحالف على ادوات النظام السابق التي سلمت البلاد للحوثي وعمل التحالف على اعادة انتاج الفشل وعمل على توليها مناصب سيادية تمتلك القرار السياسي والاقتصادي في الحكومة التي تعمل في الجنوب واصبحت قوى شمالية فاقدة للحاضنة الشعبية في الجنوب تحكم بنفس النمط الذي حكمت به الجنوب في حكومة ما قبل ٢٠١٤م وظلت الاوضاع كما هي للسنة العاشرة لتدخل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن دون تقدم يذكر في خارطة الشمال الجغرافية ومازال الحوثي يسيطر على المساحة الجغرافية المعروفة باسم الجمهورية العربية اليمنية باستثناء مديريات في تعز ومارب والحديدة .
التحالف العربي وبالأخص المملكة العربية السعودية ودولة الامارات تقاسمت المهمة في اليمن وتبنت السعودية العمل مع القوى الشمالية في اغلب مهامها وتبنت الامارات العمل جنوباً والشراكة مع السعودية في مارب لكن السعودية لم تستفيد من ملفها الملي بالمعلومات عن طبيعة العمل في الشمال الذي يكون عنوانه (ادي زلط) وهذا مبدأ العمل ونظام ثابت مع من يحكم ان كان محلي او خارجي حيث ان استمرار الحرب مرتبط باستمرار تدفق الاموال والمعدات من التحالف وزوال الحوثي يعني لهم جفاف الموارد واستغنى عن الخدمات.
لذلك ظلت قيادات وقوى نافذة تتخادم مع الحوثي ولا تمانع من اعطائهم حصتهم من غنيمة التحالف بهدف استمرار تبادل الادوار واستنزاف المزيد من الموارد من التحالف على طريقة ما في جيبك في جيب اخوك.
ان نجاح الامارات في مهمتها في الجنوب كان عامله الاساسي عقيدة الجنوبيين و ولائهم لارضهم وهويتهم واخلاصهم في الاستعداد لتحرير ارضهم وهذا العامل الاهم الذي من خلاله نجحت الامارات في مهمتها والمساهمة في دعم وبناء وحدات جنوبية وجاهزية عسكرية منضبطة حققت التحرير السريع للجنوب في السنة الاولى للتحالف وتم تحرير وتطهير الجنوب باستثناء ما تبقى من اراضي في وادي حضرموت والمهرة توقفت القوات الجنوبية عن تحريرها بقرار من التحالف .
الخلاصة: المجرب لا يجرب والواقع على الارض انتج قيادات لكن المؤسف انه يتم تدوير ابناء القيادات السابقة التي يرى المجتمع انها سبب كل الازمات والفساد وبقائها في المشهد غير مرحب به في الوسط الشعبي .
لن يدار الجنوب بادوات سلمت الدولة والجمهورية في صنعاء ولن تستطيع الاستمرار من عدن لا في الادارة ولا في المعركة لأسباب عدة منها :
استخدام سلطات الحكومة لحرمان الشعب من الخدمات وحرمان الجيش والموظفين المدنيين من الرواتب نهب الموارد وصرفها على الاتباع والمقربين .
انتاج صراعات الماضي واعادة نشاط الاحزاب والمكونات وجعلها تتصارع في الجنوب وبقي الحوثي مكون واحد في الشمال دون منافس .
التغافل عن نشاط التنظيمات الارهابية ضد القوات الجنوبية بهدف اشغالها من الداخل .
الفساد المالي والاداري الذي استفحل في جميع مفاصل الحكومه .
نتمنى من التحالف ان يعيد حساباته وفق المعطيات ووفق مصداقية الاطراف المتواضعة على الارض مالم فان الفساد والمفسدين مستعدين لاستهلاك الخزائن والمخازن
*- العميد: صالح علي بلال