من هوا الفاسد وكيف نحارب الفساد؟

طبعا جميعنا نتابع هذه الأيام ما تتناقله بعض وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية عن الفساد والفاسدين، حيث ظهرت فضائح كثيرة كشفت عنها تقارير الجهاز المركزي للرقابة والتفتيش وبعض الجهات الاخرى، وهذه الفضائح تحتوي على ارقام مهولة من الفساد المنظم التي تمارسه كثير من العناصر في السلطة للكسب الغير مشروع على حساب قوت شعبنا الصابر.

وفي تقديري لم يكن الفساد وليد اللحظة فهو ثمرة من ثمار الوحدة اليمنية  التي ورثها شعبنا في الجنوب بعد ٢٢ مايو ١٩٩٠م  ، وقد أصبحت هذه الظاهرة مع مرور الزمن منظومة متكاملة تديرها رؤوس كبيره في السلطة ، ففي تقديري هذه النبتة الخبيثة التي تتغذى من معيشة المواطن البسيط لن تعالج الا بثورة شعبية تطيح بالرموز الكبيرة من الفاسدين، فلا يعقل أن تعالج مثل هذه المشكلة في ظل وجود نفس الادوات والعناصر التي كانت سببا في تفشي هذه الظاهرة حتى أصبحت تمارس بكل وقاحة أمام مرأى ومسمع الجميع بما فيهم أعلى سلطة في الدولة.

فمن يحاسب من؟

طالما الفساد أصبح مرض منتشر في جميع مفاصل الدولة، فقد أصبح الحديث حول هذه الظاهرة غير مجدي في ظل وجود حكومة ينخر جسدها الفساد في جميع مفاصلها .

وما يبذله من جهود الاخ عضو مجلس القيادة ابو زرعه المحرمي لكبح جماح هذه الظاهرة فهي جهود فردية يشكر عليها ونثق بقدرات هذا الرجل ونزاهته ولكننا على يقين پان مثل هذه الجهود لن ترى النور مالم يتم اولا  اجتثاث صانعي الفساد واختيار حكومة جديدة من الكوادر المؤهلة المخلصة للوطن والشعب .

*- د صالح علي الصلاحي